الأحد، 30 يونيو 2013

كوب بلاستيك..

Clear_plastic_cup_500_ml

"هو ما كنتُ أحتاجه في هذه اللحظة بالذات.."

قالتها بينما تلتقط كوب البلاستيك من حافته من العاملة، وتعود بخطوات أنثوية دقيقة إلى قاعة الدرس، بينما ترتشف الشاي في بطء.. دافئ يسري في أعماقها، يمنحها شعوراً لحظيّا بالدفء يدغدغ مشاعرها، فتبتسم منتشية وتطلق تنهيدة مستمتعة..

 

تعشق شرب الشاي في مثل هذا الكوب البلاستيكي، دقيق خفيف أنيق يحمل لها المشروب العظيم المُدْفِئ فتشربه في لحظات سريعة كافية لإنعاشها بقية النهار ربما فتعتصر الكوب بيدها تطبّقه فترميه قمامة، قبل أن تحتاج لكوب آخر..

نعم، المهم هو المشروب، ذلك الدفء اللحظيّ، و..

 

ثم إنها تلتقي مجدداً، وعلى غير رغبة، بهاتين العينين.. عيناه، هاتان القابعتان خلف منظار طبيّ، متسعتين تتأملانها، ثم تضيقان وتنظران جانباً، ويدير الفتى رأسه بعيداً –كأنما ينفض فكرة ما عن رأسه- ليطلق فكاهة سخيفة ما لصديقه فيتضاحكان بلا مرح حقيقيّ.. تلوي هي فمها في جفاء..

 

تُحِبّ هي الأكواب البلاستيكية، خفيفة أنيقة الشكل، سهلة التخلّص لا تنكسر ولا تحدث صوتاً، تحمل المشروب الدافئ، ولا شئ آخر يَهُمّ.. هكذا ترشف الرشفة الأخيرة، تُطَبِّقُ الكوب فتلقيه في السلة القريبة، وتتخذ مقعدها في هدوء، مترقبة موعد ارتشاف الكوب التالي بعد أن يزول مفعول هذا..

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

 

 

هناك تعليقان (2):

  1. رائعة جدا :)

    دقيق في وصفك ومعبر ..

    متابع :)

    ردحذف
  2. منور والله يا كبير :) أشكرك والمدونة نورت بمتابعتك :)

    ردحذف