الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

عن الكتابة: طريقةً أخرى للتنفّس!

ليست هناك تعليقات:

هو الحُبّ فاسلم بالحشا ما الهَوى سهلَ : : : فـما اخـتارَهُ مُـضْنى بـه وله عقْلُ

*****

كان الله في عون الكاتب المتزوّج أو العاشق.. يتنازعُ في قلبه حُبّان.

حُبّ الكتابة عظيم حتى إنه لا موضوع يكتب عنه الكاتب العاشق لها، أكثر من الكتابة. لذا، تجدني أركن إلى "الرايتر" وتصيبني لوثة جنون فأستمع إلى Forsaken لـ"سكيليت" في استمتاع وتركيز، ثم فجأة أنتقل إلى مجلد "ابن عربي" فأستمع إلى "هو الحُب فاسلم بالحشا".. مزاجان مختلفان تماماً لو تعلم.

 

أجد فيّ الرغبة فقط لأكتب عن الكتابة.. عن عشقي للكتابة.. عن تلك العلاقة العجيبة بيني وبينها: عشقي العجيب لها، وخوفي الغريب منها. أخاف أن أكتب أحياناً كمشوَّه يخاف أن ينظر في المرآة. أرغب أحياناً بالكتابة كشوق المظلوم للعدل وكشوق الموتور للانتقام..

فقط أريدُ أن أكتب وأكتب عن الكتابة.. أريدُ أن أكتب عن أنني أحلم بأنني أكتب.. أريدُ أن أكتب فأضيف حقائق أخرى إلى الحقائق الخمس عشرة عن قلب الكاتب، أريد أن أعتزل الحياة مع أوراقي، وفقط. العُزلة في برج عاجي لن تكون سيئة جداً إن رافقتك فيها أقلام وأوراق وكتبت فقط عن المشهد الذي تراه من النافذة..

 

"هو الحُبّ"، لكنّي لن أسلم بالحشا.. إنما فقط طرقتُ الباب إلى الذوبان في عشق الكتابة. أخبرني شخص ما أنه يكتب كما يتنفّس، الحقيقة أنني كذبتُ على نفسي وظننتُ أنني أفعل، غير أنني والكتابة كحبيبين يبخلان على بعض بمرأى أحدهما الآخر.

 

"فمن لم يَمُت في حُبّه لم يَعِش بِه".. الحقيقة أنني فقط أريد أن أحترق في دفء اللقاء بين سنّ القلم وسطور الورق.. أريدُ أن أكتب، وأن أكتب عن الكتابة حتى يمتلئ الأفق ولا أبقى وفّيت رغبتي حقّها.

 

"فما اختاره مُضْنَىً به وله عَقْل".. وهل هناك من عاقل يضيّع وقت نومه في مجرّد الكتابة عن الكتابة على صوت ابن عربي؟

 

"أذكر أنني وقعتُ في الحُبّ بجنون، وأنا أتذكّر ذلك.. (كيف لي أن أنسى؟)، الندم إبرة في عنقي تملأني سُمّاً ببطء، ينتشر إلى صدري.."

أهي الكتابة، أم هو مجرّد ظِلّ عابر "لها"؟ الحقيقة أن الكتابة خير وأبقى من ذلك الظِل.. فلألزم إذاً.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

اعتناق الشغف؟

ليست هناك تعليقات:

"اعتناق الشغف" يبدو، على الأقل نظريّاً وشعورياً، فكرة رائعة.

هل أروي لك عن أحد مواضيع شغفي؟

أنا مُغْرَم بشِدّة بكل ما هو آسيوي، خصوصاً جداً مُتعلّقات اليابان وماليزيا: أطعمتهم وثقافتهم وأدبهم وبلادهم وشخوصهم. لستُ متمرّساً في كل ما يخصّهم حقيقة، لكنني أمتلك الكثير من الشغف. أعشق الطعام الماليزي وقد أقطع المسافات وأدفع ما أدفع فقط لأجرّب أكلة ماليزية جديدة ممتعة. لا أتحدث هنا عن الطعام اليابانيّ بالطبع، ليس بعد.

passion

اليوم، كُنت أدرس مادة الأطفال –أحباب الله!- في مطعم إندونيسي صغير هادئ في مدينتي يُقدّم وجبات ماليزية وإندونيسية، بطبيعة الحال وكون المطبخ الإندونيسي مشتركاً مع الماليزي في كثير. التقيتُ قدراً بصديق ماليزي يرافقه شاب مصري بسيط، من حديثي معه اكتشفت أنه صديق قديم للصديق الماليزي (محمد فرحان) وأنه المصريّ كان يعمل في ماليزيا عامين في الماضي! اشتعل شغفي وقتها وتبادلت معه ومع (فرحان) حديثاً طويلاً شديد الإمتاع عن عمله هناك وعن طبيعة الشعب والأعراق وعن الحكومات والحُكّام وما إلى ذلك.

 

وانتهى الحوار الممتع وفي رأسي بضعة أحلام، وبضع أسئلة..

منها ذلك الحُلم القديم بأن أقفز إلى العالم، وأن أضع قدمي قبل الممات في بلاد محددة منها اليابان وماليزيا، وأن أتذوّق بنفسي أكلاتهم بأيديهم وعلى أرضهم، وأن أكتسب أصدقاء ومعارف وإخوة، وأن أمتّع عينيّ وروحي بمناظر جديدة، وأفكار ورؤى مختلفة.

 

ومنها ذلك السؤال الجديد نوعاً: هل هكذا شغف يستحقّ إنفاق العُمر والطاقة والمال؟ شغف الانطلاق خلف حُلم كهذا قد يبدو في مجتمع كهذا (ماديّ ضيّق التفكير خانق للأحلام كآلة عملاقة أجساد البشر تروسها)، يبدو ساذجاً وغير منطقيّ ومضيعة للفلوس؟ هل سأستطيع أنا أن أترك العمل بالطبّ في أيّ بلد عربيّ لأنطلق إلى ماليزيا حيث المجهول (نسبياً)؟ وهل أمتلك الشجاعة لحزم حقائبي وشراء تذكرة ماليزيا لأقضي هناك أسبوعين فقط لأسيح في البلد وألتهم الكثير من الأطعمة؟

Comfort-Zone1

الكثير من الشغف والقتال في سبيله رائع، بل أكثر. لا أنسى شغف (نيكولا تسلا) الذي جعل من اختراعاته سابقة عصرها، أشياء لا يستغني عنها إنسان، وجعلت اسمه هو خالداً وإن لم يكن معروفاً تماماً. لا أنسى شغف (نجيب محفوظ) الذي حوّله من مجرّد كاتب مُغْرِق في المحليّة إلى أسطورة عالمية أحببته أو كرهته.

 

لكن.. هل الشغف يستحقّ؟ يستحقّ التضحية بمنطقة الراحة وبالاستقرار وبما هو مضمون؟ والأهمّ: هل نمتلك الشجاعة لذلك؟

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

السبت، 23 نوفمبر 2013

Sedentary.

هناك تعليق واحد:

منذ فترة، أقرأ عن أن جسم الإنسان لم يُخْلَق للجلوس المستمر طوال الوقت.. حتى أن البعض يُبالغ فيُعدِّد الأخطار الصحية لإطالة الجلوس (تصل إلى الوفاة!!)، ويقول البعض الآخر أن الإنسان (قبل اختراع الزراعة والأسلحة) كان يركض وراء فريسته حتى تموت فيصطادها..!

لم أركض أبداً أبعد من شارعنا، ولم أجرب أن أصطاد غزالاً فضلاً عن أعيش في البريّة، ولم أشعر أنني مِتّ بعد، لكن أنتظر جرثومة العفن الأولى لتأكل في هذه القشرة اللحميّة الجميلة بأي حال، قاعداً أو قائماً.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

محاولات للحياة..

ليست هناك تعليقات:

موسيقى "الميتال" أحياناً قد تكون خدعة ناجحة لخلق شعور زائف بالحياة.

 

في عيني لاعب دور "المُراقب" دائماً، تبدو ممارسة الحياة صعبة. الحياة = حركة – اندماج مع السير الطبيعي للكَوْن. لكن حاول أن تُقْنِع "المُراقِب" الذي رأى الحقيقة كاملة أن يُحِبّ هذا الكون المرئي، ناهيك عن التعامل معه يوميّاً.

ممارسة "المُراقِب" المُزمِن للحياة بعد ركوده الأزليّ تكون قوية، مفاجئة وعنيفة أحياناً. تخيّل مثلاً أنه في الفترة الأخيرة صار تصوّري الغالب لعبارة (ممارسة حياة) هو القذف بلكمة خارقة كقبضة إله غاضب إلى وجه أحدهم، لألصقه بالأرض. هكذا فقط. ليس التريّض ولا الدراسة ولا العمل الخيري ولا حتى الخروج مع الرفاق، هكذا فقط. وفقط لأن المرء يفتقر للشجاعة اللازمة، يكتفي ببعض موسيقى "الميتال" عند منتصف الليل. مُسكّن جيد جداً لمرض الركود.

naruto_episode_079_094

محاولات الحياة الأخرى تبدو نوعاً ما مُكرّرة، ساذجة. ممارسة الحياة بالنسبة لكاذب فاشل، فعل شديد العُسر. حين تضطرّ للابتسام في وجه زميل سمج أو لادعاء الضحك على فكاهة تلقيها أمّمك مجاملة، ستشعر بالذنب في داخلك أن كذبت ولو في مجرد التعبير على وجهك. هي ليست خطيئة والمجاملة ليست نفاقاً دائماً، لكن الشعور يبقى.

 

الطريقة المثلى لـ"المُراقب" لكي يعيش، هي أن يقفز إلى داخل المشهد. يقفز. فقط يقفز، لا يخطو ولا يزحف ولا يتردد ولا حتى يركض، فقط يقفز إلى العُمق، وأينما هبط فَثَمّ حياته.

be0b3f54da3a464f056e76e51f139661

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

مَحَطَّة..

هناك تعليق واحد:

شعوري الآن؟

تخيّل مسافراً شاباً يجلس متربعاً في ملل على مقعد رُخاميّ قديم في محطة قطار خالية عند العصر، ينتظر القطار التالي المتوجه إلى جهة لا يعلمها بعد، ولا يعلم -بالطبع- متى يأتي القطار أبداً، وكم وَمَنْ من الركاب سوف يلقى، وما إذا كان سيركب بالمجان دافعاً غرامة أو على مقعد رديء بدعوة من أحد كريم، أو على مقعد فاخر بآخر عشرين جنيهاً في جيبه.

تخيل ذاك الفراغ الممتع والانفصال عن كل حبل مع زحام الحياة، الممتزج بانتظار لمجهول قد يأتي وقد لا يأتي، ولا تعلم أبداً إلى متى تستمر الرحلة.

 

8656322-young-woman-sitting-on-the-platform-of-a-train-station (1)

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

حوار هادئ مع ورقة وكوب شاي، عن مواسم الفقد، والقابلية الفطريّة للوجع.

ليست هناك تعليقات:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحيرة الأولية التي تلقاها حين تواجه الورقة البيضاء.

لماذا تنهمر الأفكار نهراً حين تكون أبعد ما يمكن عن أدوات الكتابة أو حتى عن مزاج الكتابة؟

دعنا بعد رشفة حميمة من الشاي نسقط السؤال على عمق آخر: لماذا تأتي الأشياء كثيرا في آخر الأوقات مناسبة؟ ولماذا تفقدها حين تحتاجها أكثر؟ حتى ليتناسب الفقد طردياً مع درجة الاحتياج، مصحوباً قَطْعاً بمذاق من الوجع صار معتاداً؟

ثم أجبني: هل تؤمن بالإشارات؟ إن كنت، سيسهل حديثنا كثيرا. الآن خبرني: هل يجب أن يكون الوجع دائماً إشارة على المرض؟ أليس هناك من لهم فقط قابلية أكثر للوجع التلقائي بدون شيء من مرض؟ ثم أليس هؤلاء أصعب في العلاج حد الاستحالة؟ هل لك أن تعالج وجعاً لا تعرف تماماً لتكراره أي سبب واضح..؟ هل تستطيع يا عاجز أن تحرك يد القدر فتجعلها تنتزع تلك القابلية كما زرعتها..؟

 

دعني أخبرك أن للفقد مواسم. يواسونك أنه لا فقد إلا بين متنافرين. الحقيقة أن هذا ليس يشغلك قدر ما يخنقك حتى الثمالة وجع الفراق ذاته.. لا شيء آخر يهم لديك، على الأقل الآن.

مواسم الفقد -أي وكل فقد- يحلو لها أن تطول وأن تفاجئ وأن يكون أخذها أليماً شديداً.. ثم يحلو لها التآمر مع المفقودين لمزيد من الإيلام ولكي يسعدوا هم. صفقة رابحة تماماً لهم لا خسارة فيها إلا لو كنت تعتبر قميصك القديم خسارة.

 

أنت؟ بعد مواسم الفقد وبعد نهاية مؤامرات بروتس هذه، تغدو عيناك ميتتين تماما. ستنظر في مرآتك صباحا فتحاول ضبط (الدوجلاس) خاصتك فما تزال خفيفة على ناحية -ولا يلحظ ذاك سواك- ثم تتأمل عينيك فترى عينين باردتين ميتتين، كعيني قاتل. ليس هذا منظراً بهيجاً جداً لكنه دليلي لك على أثر مواسم الوجع. هذا أثر طعنة بروتس.. نافذة الروح مغلقة ميتة فما بالك بالروح ذاتها؟

مواسم الفقد أخذها أليم شديد.. تكتسبُ عينيْ القاتل لكنك بعد كل شيء صرت أكبر. تمنيت كثيراً أن تصير أقوى لكن لم تعلم أبداً أن ذلك كان ليكون الثمن. الآن صرت ترى الحياة حقاً وصرت ترى كل شيء. لا تدري هل تكمل اللعبة للنهاية فتنتحل شخصية قاتل، أم فقط ترفع رأسك فتبدو عزيزاً لكن الحقيقة أنك فقط تنتظر الطلقة التالية؟

 

كثرة الأسئلة = الكثير من الحيرة فقط. عرض جانبي آخر لموسم الوجع الحالي لا أكثر. كثرة الحيرة لا تعني دائماً أنك عبقري متأمل. الحيرة ربما محاولة بائسة لاستكشاف موطن المرض.

 

الأمر كأن فعل الصواب هو مخالفة أساسية لقواعد لعبة هذا العالم.

 

هذا الاكتشاف الأخير يدفعك لسؤال أخير: هل الأفضل والأيسر ان تستمر في اللعبة بقواعدك وهي الصواب فتخسر، أم تنسحب من اللعبة كلها وتدعها للاعبيها الخاطئين، ويكفيك؟

لن تنهي الحيرة والتساؤلات والشكوى من الوجع موسم الفقد الحالي . موسم الفقد متآمر عبقري وجالب وجع بارع فكيف لك أن تنهيه بمجرد ذلك؟

ساذج.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

ذلك المزيج..! (حكاية كوب قهوة، وحماقة.)

هناك 3 تعليقات:

بسم الله الرحمن الرحيم

b7ddecd8eea121dc771487b47f7ef05a

لم يكن المرء ليعرف أن طعم (الكافيه لاتيه) بهذه الروعة والقوة إلا حين يجربه للمرة الأولى، في محاولة هادئة للقضاء على بقايا اكتئاب حديث ألم به.

المشروبات الجديدة عليك تكون أفضل طعماً، أحياناً، حين تذوقها وأنت وحدك. ضجر البشر وضجيجهم يجعل من الجمادات -خاصة الدافئ منها- رفيقاً لطيفاً وإن قصر مداه.

تتذوق رشفته الأولى فتبدو النكهة القوية النافذة لأعصابك المنهكة، شيئاً بقوة الحب الأول، نفس الحرارة وفاعلية مشابهة وإن لم تكن هي تماماً.. لا يجعلك (الكافيه لاتيه)شارداً لا تفكر ليل نهار إلا في الكوب التالي! هي نكهة قوية غريبة على اللسان لكنها.. محببة! تجعلك تشتهي المزيد فقط!

يجبرك المشروب في هدوء على ارتشاف المزيد.. ذلك الدفء! ذلك الطعم المدهش المختلف المليء بالكثير من السكر. بهكذا خدعة ناعمة يتخللك الحب الأول.. بهكذا خدعة تذوب أكثر فتخلق لك كل رشفة عالمها الخاص.

يقل المشروب في الكوب العملاق إلى نصفه وكذلك يقل دفؤه. تكاد لا تشعر بشيء فمزيج النكهة والدفء ينسيانك ذاتك حيث كان يفترض أن يقوياك!

 

أخيرا ستنتبه حين تصل إلى نهاية الكوب..! ستظل ترشف ما استطعت علّك تنقذ بضع قطرات أخيرة، ولن تفيق من ذلك المزيج المسكر إلا حين يرفع النادل الثقيل الكوب من أمامك في روتينية كما اعتاد أن يفعل.. دائماً.

ستنتبه أن قد نفدت نقودك إلا من ثمن ذلك الكوب المنعش المسكر.. ستدفع الحساب ثم ستضطر للرحيل فقط لأن غيرك ينتظر دوره..

سترحل آسفاً على كوب رائع كهذا، لكنك تعرف أن المقهى موجود دائماً وأنك ستظل –يا أحمق!- تعود وستظل تطلب نفس الكوب. ستعيش هذا كله مرات ومرات.. لكنك لن تشبع أبداً بالطبع. لا تهم قرحة المعدة فكل شيء يمكن علاجه..

 

المهم ذلك المزيج..!

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأحد، 13 أكتوبر 2013

#عزيزي_الله

هناك 3 تعليقات:

"ليست هذه رسالة إليه جلّ في علاه، فجلاله وحُبّه وحقّ قدره لا تفيهم كلمات.."

 

"هاشتاج" منتشر على تويتر والفيس بوك منذ فترة بهذا الاسم #عزيزي_الله .. وهو ليس تعبيراً عن "معزّة" الله في قلب الكاتب فالهاشتاج محتواه بل وعنوانه يريانك سخرية عميقة والكثير من التطاول. عادة المُلحدين لا يشترونها.

 

تعاملت مع أصحاب "أدبيات" إلحادية عديدة قبل سنوات وحتى الآن، وأجبرتني هذه الأشياء وقتها على البحث عن إجابات لأسئلة تُطْرَح من هؤلاء كنوع من التذاكي والتعالم في الغالب (أو لرغبة حقيقية في العلم أحياناً نادرة). صرتُ الآن أفهم، وصرتُ أرى تلك المحاولات من على بُعْدِ ميل، وصرتُ أجيبُ على الأسئلة أسهل.

 

في الإجابة عن سؤال لفت نظري هو (عزيزي الله، إنت فين من 1400 سنة؟)، أقول أن الحقيقة هي أنه، تعالى، قال كُلّ شيء وكُلّ إجابة نحتاج إلى أن نعرفها.. وكُلّ شيء موجود.

لا تُحاسب الله على أنك أحمق أو كسول يعجز عن البحث. ولو عرفت المسؤول لأدركت سُخف أن يُسأل السؤال.

 

محمد الوكيل

A.M.Revoltion

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

معزوفة من الشوقٍ العميق.

ليست هناك تعليقات:

في شوق عميق ليوم من أيامٍ كان بي فيها حماس جارف للاختباء تحت الأغطية لقراءة صفحات مقروءة من قبل عشرات المرات من كِتاب أعشقه، ولا أنام أبداً قبل إنهاء ما أقرأ.. أيام جاءت ورحلت قبل أيامٍ صرتُ فيها أتسوّل من جسدي ساعات نوم إضافية.

4802439819_886f9564e0_z

في شوق عميق لتلك الحرب الصغيرة التي كنتُ أخوضها فقط لأحصل على كتاب أو اثنين أستمتع بقراءتهم وإعادة قراءتهم فقط لأن ما بين يديّ من الكُتب قليل حدّ العدم، ولأنهم لم يكونوا قد اخترعوا الإنترنت بعد.

 

في شوق عميق للعودة إلى شاطئ البحر الذي اشتقت دائماً للغوص فيه، فلما وصلتُ لمنتصفه تبللتُ فمللتُ فرغبتُ في العودة أدراجي.

 

في شوق عميق، ربّما، لنقاء لحظات البداية، ولاستعادة روح الإنسان الحقيقية: روح الطِفل.

 

Queen – Bohemian Rhapsody

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

السبت، 14 سبتمبر 2013

بؤس باعث على الدهشة: عن آخر يوم في الباطنة.

ليست هناك تعليقات:

أبداً لن يفهم فرحة أنك "خلّصت باطنة" إلا طالب طب بالسنة الخامسة، أو أي مخلوق تجاوز حيّا وعاقلاً تلك المرحلة من عمره.. :))

إلا أن هؤلاء بالتأكيد مرّوا مروراً خاطفاً بتلك التجربة، تجربة "العيّان البروفيشنال" أو ذلك المريض مزمن المرض، الذي يحضر للمستشفيات الجامعية أيام الامتحانات ليؤدّي الطلاب عليه امتحانهم، أمام مقابل مادي مجزٍ من كلّ طالب على حِدَة.

 

الخميس الماضي كانت "حالتي" الأولى (مريضي الأول) في الاختبار عمّ (صابر)، هو كما فهمت "عيّان بروفيشنال" منذ خمسة وعشرين عاماً، مصاب بتليّف كبدي مزمن بلهارسيّ أدّى لتضخّم بالكبد والطحال واستسقاء شديد وغيرها من الأعراض..

أصابني الاندهاش ليس لكونه يتقاضى مقابلاً مادياً على مرضه، البؤس في وطننا يفعل بالبشر أكثر من ذلك، لكن صبره هو على مرضه.. عبارته البائسة –أو المتظاهرة بالبؤس- التي حلّل بها نقوده التي يتقاضاها منّي: معلش يا دكتور بس عشان بنقل دم كتير وكده..

أصابني الاندهاش لكشفه بطنه لي في سرعة ودون مقدار ذرة من حياء فطريّ، لتأوّهه ونظرته المتألمة بينما أتفحّص طحاله المتضخّم وأقيس حجمه، وبينما أطرق على بطنه الكبير بأصابعي محاولاً تحديد مكان السائل. صدقاً، هل عجزه المرضيّ وفقره قد يدفعانه للتحوّل لدمية حيّة متضخّمة الكبد والطحال للتدريس للطلّاب؟ مجرّد أنه يتناول علاجه المعتاد فقط حتى لا يموت ليتمكّن من قبض ثمن مرضه؟

ربما لا يبقى في الذاكرة من السنة الخامسة في الكليّة الكثير، سوى هذا الحال من البؤس الذي يصعب أن يُنْسَى، ويصعب أن يتقبّله سوى بائس آخر قايض إنسانيته بقدرته على التعايش مع بؤس كهذا بصفاء بال.

 

God is An Astronaut – The Last March

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الخميس، 29 أغسطس 2013

حتى هذا..!

ليست هناك تعليقات:

لستُ أحبّ كثيراً أيّ حال يضطرّني للبُعد عن الكتابة، امتحانات كانت أو انشغالاً بحال المليون كيلومتر مربعاً من التراب والطين والدم المسمّى وطني، أو حتّى مجرّد الملل.. لن تحبّ نفسك كثيراً إذا امتنعتَ عن التنفّس أو فقدتَ قدرتك عليه، وبالتأكيد لن تحبّها إذا فقدت ما يشعرك بأهميّة وجودك..

 

الحقّ أن لا شيء يشعرني بأهميّة الوجود سوى بضعة عناصر قليلة في الحياة: كتابتي وبعض أصدقاء لا يُزَيّفون الاهتمام مخافة عتاب أو صورة اجتماعية –هؤلاء الذين تدعوهم بطلاقة إخوتك- ، وكتب أقرأها تشعرني بالكمال حقاً لا مجازاً، ووقوفي إلى جانب الحقّ ولو بكلمة.. هذه الأخيرة صعبة لكن الشعور وقتها يستحقّ قول تلك الكلمة.

 

لا أجدُ الكثير لكي أقوله اليوم، فقط أحببتُ أن أملأ الفراغ الشاغر هنا منذ ما يقارب الشهر، وأسدّ الفراغ الذي يملأني ولو لقليل وقت..

 

فقط ما أعلمه يقيناً أن "حتّى هذا سوفَ يَمُرّ".

 

Queen – The Prophet's Song

 

cover_1132112272009محمد الوكيل

A.M.Revolution

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

عن ثقبٍ في الصّدر..

هناك 5 تعليقات:

الوضع أشبه بأن يكون هُنالِكَ ثقب ضخم في منتصف صدرك.. ليس دامياً وربما ليس مؤلماً –أو هو مؤلم لكنّك اعتدت-، غير أنه نقص.. فراغ يمرّ منه كُلّ شيء إلا ذاتك.. ليس الثقب ذاته مؤلماً جداً، لكنّ فراغه مؤلم..

 

Hole_in_my_chest_by_TheSearchingEyes

 

كيف ستسدّ الثقب؟ بقلم وورقة؟ بكتاب ضخم؟ بالكثير من الطعام؟ بِزِيّ جَديد أنيق؟ بالكثير من الموسيقى؟ بديكور جديد للغرفة؟ بالكثير من العمل الخيري الممل عديم الجدوى أحياناً؟ بالكثير من الحركة؟ الكثير من الضحك والمرح؟ بيد أحدهم أو إحداهن؟ بيدك أنت؟

 

كُلٌّ يَملِكُ ثقب صدره الخاص يملأه كيف شاء.. أما عن ثقب صدري أنا فتقريباً ليس سوى شيءٌ واحد يكمله –لا أقول يسدّه-.. وحالياً لا أجده.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأربعاء، 7 أغسطس 2013

غرفة ألعاب صغيرة.

هناك 3 تعليقات:

حوالي أسبوع لم أكتب فيه كلمة واحدة على سبيل التخفّفِ والتحرر كما كنت أفعل لحوالي شهر ماضٍ.. انشغال بالدراسة للامتحانات ربما أو هي رغبة في الاستراحة من أيّ روتين ممكن.. وهو ما يدعوني للشعور بالذنب كعادة محببة.

لِمَ؟ لأنني أبداً لم أودّ أن أكتب ولا أن أدوّن هنا كروتين، وإنما لإخراج أفضل ما فيّ، للتحرر وللانطلاق ولترك مساحة حرّة لروحي، لتلهو.. غرفة ألعاب صغيرة في ركن المنزل أتقافز فيها وأتأرجح وأرسم على الجدران لا يُهِمّني..

في أحوال كهذه قد أجعل هذا المكتوب أعلاه عذراً كافياً لأقول أنني لن أكتب ها هنا لفترة أو بانتظام، غير أنني أحوّله لرغبة حقيقية في الاستمرار وبأكبر قدر ممكن من الانتظام، مع عهد بسيط لنفسي أن لا أكتب ها هنا إلا بصفاء نفس، من القلب إلى القلوب بلا حاجز.. في الكتابة راحة بال ونفس، وفي الكتابة نَفَسٌ زائد يمنح السَكينة بشكل ما :)

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الخميس، 1 أغسطس 2013

في البحث عن الخطوط الفاصلة.

هناك 3 تعليقات:

على الخطوط الفاصلة، أجدني كثيراً..

لا أزعم أنني أجيدُ السيرَ على الحبال أو أنني أجلس على تلك الخطوط لأفتعل فلسفة ما أكتبُ عنها.. غير أن حَشْرَ الحياةَ لي في مناطق الخطوط الفاصلة دائماً أمر يدعو –على الأقل- للتفكير.

 

pinterest.com

 

على الخطوط الفاصلة، أجدني كثيراً..

مُغْرٍ جِدّاً اللون الرمادي، أن تشعر بالاختلاف عن الأبيض والأسود، ولو حتى بالمزجِ بينهما، وكثيراً ما ترى وتدّعي أن حقيقة الإنسان هي ذلك الظِلّ الرماديّ..

مُغْرٍ جِدّاً، حتى إنني لأفكّر في الخروج في رحلة للتنقيب فقط عن الخطوط الفاصلة، فقط لأجرّب المزيد من درجات المشاعر التي يُمْكِن أن تُحَسّ هنالك..

 

على الخطوط الفاصلة، أجدني كثيراً..

وأقربها اليوم. شعور مختلف.. وضع متجدد أبداً مهما تكرّر..

لكنك في نهايته ترغب بالفرار هارباً لسبب ما!

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

عن حقيقة الحُلم، والخطوة السريعة/الهادئة..

ليست هناك تعليقات:

* لستُ قارئاً جيّداً، ولستُ أتذكّر حرفيّة ما أقرأ دائماً..

لكن، أذكرُ أنني قرأتُ في إحدى أطراف الإنترنت المترامية، أنّ رؤيتك لشخصٍ ما في الحُلْمِ تعني أن هذا الشخص يفتقدك..!

أؤمن جدّاً بالأحلام ولا أؤمن بأنها نتاج عقل باطن وحسب، لكن ظننتُ هذه التفصيلة بالذات ضرباً من الخيال أو فكرة مغرقة في الرومانسية نوعاً ما..

 

لكن، بطريقة ما، يبدو أنني قريب من إيجاد تحقيق لصحّة هذا الأمر.. لستُ واثقاً تماماً من النتيجة، وأكره أن يتورّط اندفاعي الأهوج في الأمر كعهدي بنفسي.

 

* الاسراع، أم الخطوة الهادئة؟

لا أعلم.. الاسراع يبدو ممتعاً، أليق بثياب هذا العصر، أكثر إنجازاً وتفضيلاً للجميع وإضافة للتفاصيل في الحياة.. لكن، الحقيقة أنه –فقط- يحشر التفاصيل في قلب تجربتك الوجودية حشراً.. لا تدعك –ولن تسمح لك!- بالاستمتاع والإغراق في التفاصيل وترتيبها بتمهّل في أعماقك.. بل تلقيها هناك قسراً وتهددك: إما تحتوي التفاصيل وإما سيلتهمك القطار..

الخطوة الهادئة مريحة، تشعرك بتميّز أكثر، تدعك تهضم وجبتك الروحية بكل هدوء وتمتصّ منها كلّ عنصر فلا تخرج سوى عسلاً.. لكن السلاحف بطيئة.

 

لا تبدو الخطوة الهادئة مغرية كثيراً نسبة لشخص اعتاد السرعة مرغماً، لكنها أحياناً قد تصير ضرورة.. فتح الباب للخطوة الهادئة يتطلّب خطوة هادئة، ربما أبدأها من الآن.

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأحد، 28 يوليو 2013

التخفّف اعتذاراً..

هناك تعليق واحد:

large

الاعتذار؟

حالة شعورية غامضة هلاميّة، رماديّة نوعاً ما ما بين الإيجابيّة المريحة وما بين السلبيّة المكروهة الكاسرة للكبرياء من أجل ما يراه ضميرك أو غيرك "حقّاً"..

أو ربمّا لا.. ربما تنخلع من تعقيدات أن تحيا، و – فقط- تفكّر برغبتك في أن تعتذر.. فقط أن تتخفّف..

ترغبُ في أن تَقِفَ بباب كبير، أو في هالة ضوء خفيف رقيق تحيطك وحدك وسط ظُلْمة عميقة، وتضمّ كفّيك إلى بعضهما في هيئة صلاة، وتقول بصوت هامس، مرّة أو بتكرار: معذرة.. معذرة.. معذرة.. اعفُ عنّي..

 

معذرة إلى.. إلى العَالِم.. إلى العَالَم.. وإلى نفسي.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الجمعة، 26 يوليو 2013

اشتعال ذاتيّ..

هناك تعليق واحد:

تماماً كقطعة من الشّمس على لوح ثَلْجٍ عملاق..

لا هي بقادرة على امتصاص البرودة، ولا هي بقادرة على فقدان الحرارة، ولا حتى تحافظ على الثلج أسفلها..

الخميس، 25 يوليو 2013

قوس وسهم قرمزيّين.. (حديث عن حالة)

هناك 3 تعليقات:

في شوق عميق للاستماع لمقطوعة أوبرالية سيمفونية عنيفة..

لستُ أفهم مفردات الأوبرا تماماً و-بالطبع- لم أحضر أوبرا واحدة في حياتي، لكن فقط أشتاق ذلك الجوّ العبقري الذي يتحدّث بأمانة مطقة عن اختلاجات مشاعر البشر، في الوقت الحقيقيّ وبلا تردد وبأقصى طاقة صوتية وحركية وشعورية، بالطبع.. لم أجد أقرب منها لأذنيّ وذهني سوى الميتال السيمفونيّ..

 

الحقيقة، تضعني مقطوعات الأوبرا العنيفة والميتال السيمفونيّ وما شابههما في حالة عصف شعوريّ قويّة ممتعة في آنٍ معاً، تحفّز داخلي شعوراً بالمعركة أو بالاندفاع في حركة سريعة تعبيريّة تحرّر عنقاء ما حبيسة بداخلي.. كأنّما فارس ما خفيف الحركة سريع يثب بسيفه وحده وسط كتيبة كاملة من الأعداء، فيشقّ السيف طريقه في أجسادهم مع حركة السيّاف الراقصة السريعة المندمجة، كأنما ذاب في روح الكون ذاته وتخلّى عن ماديّته فصار دمية تحرّكها روحه..

أو كأنما مبارزة حامية بين فارسين متعادلي القوة والمهارة تماماً، فوق سور عريض ضخم مفروش بضوء القمر المكتمل، يتقاتلان فتأخذهما نشوة المعركة فينسيان القتال ويندمجان فقط في الحركات السريعة.. فتنتهي المقطوعة بصوت انكسار أحد السيفين وانغراس الآخر في جسد المهزوم!

 

والحقّ الحقّ، أنا في شوق عظيم لمثل هذه الحالة.. فمن أراد إرشادي لها فليفعل مشكوراً بالتّأكيد :)

 

shingeki-no-kyojin-eren-jaeger

 

Linked Horizon – Guren no Yumiya (Crimson Bow and Arrow)

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأربعاء، 24 يوليو 2013

ميناءا سلام.

هناك 3 تعليقات:

999553_679341308746846_832204808_n

في تجربتي الوجودية، أجدُ الكثير مما يُفعل، الكثير جداً.. ارتباطات، أحاديث، كتابات، أفكار، دراسة، اختبارات، قراءات، صداقات تعقد وتنفكّ، ربما علاقات حبّ مجهولة البداية والمصير، وأفكار كبرى ومشاريع عظيمة وأهداف حياة كبرى تستحقّ العيش وإفناء الحياة في سبيلها، وجدتُ بعضها وما أزال في بداية مرحلة الإفناء، وأرى البعض الآخر على البعد ولا أزالُ أتلمّس الطريق له لتعدد الطرق والسالكين..

 

من بين هذا كُلّه، بحاجة أنا لشيئين مهمين:

-لحظات سلام تطول أو تقصر، لكن أعيشها بكل جزيء فيها وبلا تقصير وحتى الثمالة، فأولد جديد الروح صافي العقل نظيف الفكر رائقه..

- أن أكتب وصيّتي.. ستحتاج الكثير من الوقت لمجرّد أن أجمع عناصرها وأستقرّ على شكلٍ أخيرٍ لها، وللكثير جداً من الشجاعة لأكتبها.. هي نافذة على عالم آخر صعبة الفتح لكن لازمة الفتح.. لا شيء مضمون اليوم.

 

للآن. محتاج جداً، كما احتاجت ابنة الرومي، لميناء سلام.. دنيوي للآن.

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

خُبْزي، كفاف يومي..

هناك تعليق واحد:
"الكلمات كالخُبْزِ تَبْرُدُ إن تُرِكَت،
ولأنّ الكلمات، بشكل ما، هي خُبْزُ روحي..
فيا من لَيْسَ كمثله شيء، أرسل لي خُبْزي، كفاف يومي.."
- وَكيل..
*****
Daily Bread2
كدمية تكاد بطارياتها أن تنفد، كدمية كسيرة قطيعة الخيوط مُعلّقة بخيط وحيد، أنكمش في داخلي، مُخْفياَ نفسي لا أحمل سوى سيف صدئ مُغْمَد أضمّه لي، متكوّراً لا أكاد أستقبل شيئاً ولا أرسل، أنكمش حدّ التلاشي وأرغب الاختفاء أبداً..
كدمية تَعِبَت من أن تشُدّها كل الخيوط في أيّ اتجاه.. ككائن ضعيف يجلس على أوّل المتاهة يخاف الضياع بلا عودة.. أصيرُ في الحالة المثالية لأن أكونَ فقيراً إليك!

أرتفع بعينيّ إليك، ولأنني لا أقوى على الصراخ أهمس:
- اعلم، وأنت تعلم، أنني مستيئس لأجلك.. ضائع من دونك.. تراني وتعلم ما بي، فأنقذني.. أصلحني.. اربطني بخيطك أنت الوحيد يكفني.. فقيرٌ إليك أنا لا أملك من قوتي وقُوّتي شيئاً، فارسل لي خبزي كفاف يومي.. أنزل بي رحمتك لتمحو ما فعلت، ما أزال أضعف من المعركة، فلا تدخلني في التجربة ولكن نجّني من الشّرير.. ما شِئْتَ لا ما شِئْتُ..

وبهذا وَحْدَهُ يُمْحى الألم.

David Hodges – Breathe


محمد الوكيل
A.M.Revolution

الأحد، 21 يوليو 2013

مجاهدة، وحياة/نهاية؟

هناك 4 تعليقات:

large

في أوقات كهذه..

لا يصيرُ السؤال: ما الحلّ؟

إنما يصيرُ السؤال:

نستمر في مجاهدة ماذا؟ آالنفس، أم ما خارج النفس..؟

 

في خِضّمّ البحث عن جواب، لا يسع المرء سوى، ربما، إيقاف حياته مؤقتاً والنظر إليها من الخارج..

أو ربما تركها بإطلاق.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

السبت، 20 يوليو 2013

خاطر لا رابط له بشيء.

هناك تعليق واحد:

آحياناً، قد لا تفهم الروابط بين أشياء وأخرى، أو أشخاص وآخرين..

مثلاً قد لا تفهم الرابط بين مقطوعة معينة –خصوصاً إن كانت نوعاً ما من الميتال- وبين عنوانها، وقد لا تدرك طبيعة العلاقة بين شاب ما وفتاة فتبادر بالحكم أنها لا تصحّ، وقد لا تدرك العلاقة بين كلمات ما وبين صاحبها أو فكره الشائع عنه أو حالته المزاجيّة، وقد لا تفهم الرابطة بين مكان ما وبين نقطة ما في ذاكرتك تعيدك لنقطة الحنين الجارف –نوستالجيا-، وحتى قد لا تفهم العلاقة بينك أنت وبين هذا العالم كُلّه فتشعر أنّك من طينة غير تلك التي شُكّل منها العالم وناسه..

3e775eeb3e272590ff967cef182296f5

 

أحياناً، أرى –وأفضّل- أن تبقى الروابط بين أشياء معينة وأشخاص معينين، وربما كلّ شيء، سرّاً عميقاً مقدّساً لا يفهمه سوى أصحاب ذلك الرابط، ولا يفصحون عنه إلا إذا أرادوا، ولا يحقّ لأحد أن يبحث في سرّه إلا لِعلّة..

 

الروابط سِرّ مقدس –أحياناً-، أسمنت بناء هذا الكون، وإحدى أسرار وجوده.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الجمعة، 19 يوليو 2013

تفصيلة بهجة :)

ليست هناك تعليقات:

في يوم من الأيام، وأنا في إعدادي، كنت واقف في البلكونة مع والدتي بنرغي، لقينا راجل شايل معاه ابنه (6 شهور تقريباً وقتها)، لقيناه مرة واحدة راح واقف عند عربية راكنة، نيّم الولد عليها على ضهر، وقعد لمدة نصف ساعة كده يلاعبه ويضحّكه ويزغزغه.. والطفل مستمتع بشكل لا يوصف وبيضحك ومكركع، والراجل باين عليه السرور وبيضحك بشكل رائع :)
كان موقف ومشهد في منتهى البساطة والتلقائية والبهجة :) حبّ ينبسط ويبسط الصغنون راح عمل كده في وقتها وما استنّاش ولا أجّل :)

 

تفصيلة بهجة من أحلى ما قد تجد :)

 

large

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الخميس، 18 يوليو 2013

عصر الإنسان انتهى؟ (مواساة)

هناك 4 تعليقات:
وجدتُ أنّ أي إجابة متعجّلة على هذا السؤال ستكون خاطئة جداً..
36c1b89aa1d229cb2eb1f2928288c895
الحُكْمُ من تجربتك الوجودية الحالية، والبشر المحيطين وأفعالهم وسوءاتهم، على كون "عصر الإنسان الحقيقي" قد انتهى، يكون غير منصف وسطحيّاً جداً.. لا تتعب نفسك بالقراءة في التاريخ لتتأكّد من أن كل شيء تقريباً مررتَ به الآن قد تكرر في نقطة ما فيما سبق من التاريخ..
أذكّركَ فقط بأن في تلك العصور، بالتأكيد، كان هنالك "إنسان حقيقيّ" مثلك.. يألم ويحسرُ لما آلت إليه الإنسانية، ويتمنّى لو يقف في أعلى نقطة من العالم ليكوّر كفيه حول فمه ويصرخ: عصر الإنسان قد انتهى..

أشعرُ بك، وأدرك كثير ألمك، وصدّقني أتمنى لو أشاركك الصرخة بل وصرختُ بها مرّات عدة، لكن هذا إنما لأننا نحن البشر مخلوقات عجولة سطحيّة تتعجّل النتائج حبيسة في الزمن.. وما تزال أمامك الفرصة لتُحييَ كُلّ شيء، طالما تملكُ جسداً ويدين وعقلاً.

تذكّر: عصرُ الإنسان لم ينتهِ بعد.. لأنك أنتَ ما تزال ها هنا.

محمد الوكيل
A.M.Revolution

الأربعاء، 17 يوليو 2013

دَعَوْتُ ببَهْجَة..

هناك تعليقان (2):

laidlaw2

ذات مغرب، دعوتُ ببهجة..

ظننتُ البهجة رفيقة الأحداث الكبار فقط فطلبت ذلك، ولأن الدّعاء هو عينُ الإجابة، ولأن الدعاء مُجَابٌ مُجَاب، كان ما طلبتُ..

كان أن عرفتُ أن الأحداث الكبار، رفيقة البهجة، ليست سوى دقائق التفاصيل اللطيفة، ذلك الشعور السريع العابر المحُبَّب الذي يمرّ بك فلا تسرع بإمساكه، تلك المكالمة من أخٍ يطلبك بدون مقدمات لتشاركه الدراسة وربّما سحور الليلة، قطعة الشوكولا الكبيرة المفضلة التي تُهديها لك أمّك بعد التراويح، مقطع ضاحك ما تشاهده لعشر دقائق تخرج منه بضحك لا يكاد يتوقف، متعة عقلية ما عابرة في سطور قليلة أو في فيديو، روعة أن تتصالح مع صديق، روعة أن تشعر أنّك مطلوب ومحبوب ممن لا تَوقَع منهم، روعة أن تشعر أنك لست وحدك من يحمل الجمر..

 

فيا رب، نعم الحَدَثُ الكبير التفاصيل الدقيقة، والبهجات الصغيرة المتراكمة.. :)

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الاثنين، 15 يوليو 2013

الحياة أسمى من الفكر..؟

هناك 6 تعليقات:

حدّثني أخي يوماً عن أنّ "الحياة أسمى من الفِكْر".. مقولة لشخص ما لا أذكره أو حتى لا أعرفه..

الحقيقة أن التبلّد المزمن لديّ منعني من تفهّم المعنى وقتها، غير أن تكرارها باستمرار، منه ومن غيره ممن أثق في فكرهم وعقولهم النيّرة تماماً، جعلها فكرة متقافزة إلى ذهني بين الحين والآخر..

 

574489_404467619622948_1993253493_n_large

 

حقيقة الأمر أنّ كثيراً منا، معشر القُرّاء والمدونين وطُلّاب جيلي، يختبر في تجربته الوجوديّة النّصف الثاني من العبارة (الفِكْر) أكثر مما يختبر (الحياة)..

 

أليسَ ألماً من نوع مختلف؟ ذلك الذي يمرّ بك عابراً حين تنعزل في برجك العاجيّ مراقباً العالم من النافذة جالساً على كومة من كُتبك تطالع الذي عليه الدور في عمود الكتب؟ الجلوس هنالك ممتع والمنظر جميل حقّاً وإحساسك بالأعلى هو السموّ عن خطاياهم.. لكن حين يصيبك الملل، وينسدّ باب الخروج بأكوام الكتب المتراكمة، ستجد ذلك الألم المارّ بك..

 

لن تفهم أبداً معنى التركيز ما لم تتذوّق رشفة القهوة بكلّ حرارتها ومذاقها ومزاجها، ولن تفهم أبداً معنى الموسيقى ما لم تنتبه بعمق لضربة كلّ وتر ومحلّها ومعناها، ولن تفهم معنى شعاع الشمس ما لم تسر تحته نصف ساعة في الصّباح على الأقل لتشعر جسمك يمتصّ الأشعة، و –بكل تأكيد- لن تفهم معنى الحبّ، الألم، الفراق، الفرحة، ما لم تضع (الحياة) في سياق تجربتك الوجودية.

حين ترسم المشهد من بعيد كما تراه فأنت فنّان عبقري، لكن حين تهبط إليه وتمرح، فأنت إنسان حيّ..

 

التفاصيل.. التفاصيل.. الحياة عيش في تفاصيل، والفكر تأمّل فيها دون عيش حقيقيّ.. ماذا تختار؟ أم أنّه يمكن المزج؟ ربما.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأحد، 14 يوليو 2013

رقصة إلى مَلِكِ الحَمْقى.

ليست هناك تعليقات:

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

 

.. إذاً، ماذا تفعل حين تراهم، جميعاً يلتفّون حول ذلك "الملك" هنالك، ذلك المتربّع على عرش من الورق يتحسّس في فخر أوسمته من أغطية الزجاجات الملوّنة وملصقات اللبان وميداليته الصفيحيّة..

ملتفّين حوله يهتفون بحياته وبانتصاراته شبيهة "أوسمته"، يلعقون غبار حذائه السميك المهترئ وبعضهم يتفاخر بطراطير ملوّنة مقلّدة من قبعته الزاهية اللمّاعة، يلقي فكاهة تافهة فيضحكون ويسجّلونها لأطفالهم البلهاء، يسبّ أحدهم فيقبّل يده فخوراً بأن نظر إليه "الملك" بعين الاهتمام.. يدوس على رأس الآخر فيضحك سعادة، يأكل طعامه ويبصق البقايا في الوجوه فيتسارعون –ويتساعرون!- لالتهامها وإن كانت عظاماً..

تصيح بهم أن ينظروا إلى ملكهم ذاك، يتأمّلوا النياشين والميدالية والطرطور والحذاء، لا يسمعونك وإن سمعوك سبّوك أن لا تقدّس ملكهم كما يفعلون..

 

حينها فقط، ستجتمع برفاقك، ستشكلّون دائرة واسعة حول "الملك" وحشراته، ستتقافزون منشدين في سخرية:

 

" لا نريدُ أن نكونَ مثلك! ألا تفهم ذلك يا ملك الحمقى؟!

لا نبالي بأنّ حياتك تافهة، فأنتَ ملك الحمقى!

أبداً لن نكون مثلك، نحن لا نتبع ملك الحمقى!

أنتَ الأعمى لتقود العميان!"

 

هيا يا "ملك الحمقى"، امتلك ما يكفي من الصفاقة لتدعونا مجانين، ونفتخر، وسنسير على الطريق اللعين، لكن أبداً لا شيء سيغيّر أنك ملكهم..

ملك الحمقى.

 

Edguy – Kings of Fools

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

السبت، 13 يوليو 2013

تحطيم، تحطيم، الكثير منه..

ليست هناك تعليقات:

فيما سبق، تحدثتُ فيما تحدثت عن "القيود"..

وجدتُ لفوري بعض المتابعين والأصدقاء ممن يحدثونني عن تلك النقطة بالذات: القيود وحقيقتها، كذلك حدثني "الوطواط" كما يحدّثني دائماً، وراجعني في صحة ما أقول واقتناعي به من عدمه.. والحقيقة هو حَكَمٌ ثقيل الوطأة.

bound-with-chains-of-the-spirit-and-of-men11

القيود، من خارجك أو من داخلك، مقسومة بينك وبينـ"هم".. بينك، وبين ذاتك ومجتمعك.. بأيّ حال يتهيّأ لك ولي أن كسر القيد صعب لمجرّد أنك تراه وتشعر ببرودته في يدك، لكن أيّاً منا، مع كثير قيوده، لا يحاول حتّى تحريك السلسلة ليتأكّد ما إذا كانت مربوطة لشيء أو لا.. نكتفي فقط بمنظر القيد وملمسه فنقعد عن الحركة.

بعضها يكون حقيقيّاً، قويّاً، يقيّدك ويقعدك حتى لو حاولت الحركة..

تذكّر حينها أن القيد "مقسوم" بينك وبينـ"هم".. ببساطة: اكسر نصيبك من القيد!

 

ستجده غريباً أن أقول لك أن كسر قيد مجتمعك سهل، جداً ربما.. غيرك آلاف فعلوها ولو حتى ظاهرياً ولمجرد المنظرة، لكن ماذا عنك؟

صراعك مع "وطواطك" الخاص عسير.. لكن حتى هذا في الغالب وهم.. حتى هذا حسمه أسهل مما تتخيّل.. فقط، انظر لروحك من الأعلى بعين الطائر.. وكما تحدّد بصورة الأشعة مواضع الورم، اقتحم روحك ذاتها، دُرْ حول أركان متاهتها وأضئ المواضع المظلمة ولو بشمعة.. ستجد مرابط تلك القيود.. فقط حطّمها. وتحرر.

 

دعني فقط أذكّرك:

- روحك متاهتك الخاصة، فقط أنت من سيعرف مداها وتعقيدها، فقط اصبر وامضِ للنهاية.

- لا تتعجّل أيّ نتائج. راجع المذكّرة 1.

- تحمّل نتيجة تحطيم القيد، بكل ما فيها.

- الرحلة تستحقّ.. صدقني.

- كلامي ذاته قابل للمراجعة، فأرجوك لا تحاسبني حساب الملكين إن راجعت.. "الوطواط" حَكَمٌ قاسٍ كما أخبرتك :)

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الجمعة، 12 يوليو 2013

عن المتناقضات، والحاجة لأيّ صوت، وكثير القيود..

هناك 6 تعليقات:

هناك ذلك الإحساس المزمن، بأنّ شيئاً ما ليس على يرام.. وحسب.

large

 

كأن كلّ شيء يخونك، كأنك سجين المتناقضات كلها لا تستطيع الاختيار لنفسك في شيء، القيود تنكسر لتتوالد ولا تتوقّف، الكلمات لا تسعف ولا تعبّر، والبشر لا يهتمّون ومن يهتم منهم سيملّك يوماً ولن يسمعك كما اعتاد، غير ذلك الشعور الممضّ بأنه لن يستطيع أن يساعد أو أن يتقبّل من الأصل..

ثم تلك الرغبة الشنيعة في مكالمة هاتف، مجرّد مكالمة هاتف..

تكتشف مع مرور الوقت وبالتدريج أن لا شيء معبّر عن الإنسان أكثر من صوته، الملامح تتغيّر وتُزَوَّر والكلمات قد  تكذب والرسم قد يكون مفتعلاً، لكنّ الأقل عرضة للتزوير.. هو الصوت.

لذا، فقط، تطمح لأيّ تواصل بالصوت.. تطمح لذلك الملمح البدائي من الدفء البشريّ الحقيقي الطبيعيّ المسمّى بالصوت..

لن تجد بسهولة من يستمع إليك في هذه الساعة –ولا أيّ ساعة في الواقع- فتخرس وتكتفي بالكلمات، وهي لم تعد شافية فعلاً..

 

ثم ذلك الجوّ الخانق بالأكاذيب، بالغشّ، بالتناقضات، بالزّيف.. الكلّ يلبس قناعاً ومن منهم ينزعه يتحوّل لوحش حقيقيّ..

تحاول العزلة فلا تستطيع، الهروب فلا تستطيع، الاندماج والتآلف فلا تستطيع، الغرق في التفاصيل والنسيان فلا تستطيع.. تصرّ على أن تكون إنساناً بكل معنى الكلمة من ألم، وتصرّ على إيلام نفسك، ولا يحترق في هذا كشمعة سواك أنت، ولا جدوى سوى الدخّان والسخام..

 

حالة من فقدان البوصلة، من الظلمات، من الاكتئاب، من الكثير من المنبّهات كأن الواقع زاهٍ جداً، من الرغبة في سماع صوت، أيّ صوت، الرغبة في شيء ما أكثر والرغبة في لا شيء، في ذات الوقت..

 

هل الانتحار يكفي؟

 

Linkin Park – Numb

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الخميس، 11 يوليو 2013

هلوسات، عن ليلة حصاد..

هناك تعليقان (2):

640px-Kite_and_his_death_scythe

"نخاف مالا نراه، ونحترم –بكل ما فينا- مالا يمكننا شرحه..

والناس يملكون الأمل، لأنهم لا يرون الموت واقفاً خلفهم."

*****

 

سيكون ممتعاً لو تظاهر المرء بأنه الموت ولو لليلة.. ربما استعار منه منجله الهلاليّ العملاق الحادّ جداً حتى لينتزع الأرواح من الأجساد بلمسة.. ولِمَ لا؟

" هامشيّة: المنجل سلاح عبقري، ربما هو أقرب لسلاح دمار شامل خفيف الحمل قاضي المفعول.. سلاح الموت المثالي!"

ستستعير المنجل لليلة، ربما تضع للموت في إحدى الأرواح حبّة منومة فتسرق المنجل بينما يغطّ في النوم..

من خلفهم ستقترب، ستدير المنجل في الهواء.. سيلتمع في لمحة قمريّة فلن يلحظه إلا مرهفو الحسّ منهم.. ولن يستطيعوا تحذيراً، ستكون أرواحهم على طرف نصلك بالفعل، كعنقود أزرق زاهٍ أو كَنَظْم من اللؤلؤ تحتفظ به، هو ذا تذكار الليلة.

 

ثم تتابع رحلتك، تحصد ما استطعت أفراداً أو جماعات، تتقافز من سطح لآخر ومن عمود إنارة لآخر، وبين شجرة وأخرى، بين النوافذ والأبواب لا تطرق بل تذوب في الجدران تأخذ نصيبك وتخرج سريعاً، تنطلق فتشقّ طريقك فتسرع وتسرع فتأخذك النشوة، تندفع أكثر.. ربما أنت من أسقط تلك الطائرة في غمرة نشوتك، ولا تهتمّ ولا تحاول أخذ تذكار حتى.. تكفيك متعة المقتلة!

 

ثم –يا شبيه السندريللا!- تحين ساعة انتصاف الليل! يستيقظ "الموت" الحقيقي، سيجدك ولو كنت في أعماق الأرض –الموت لا يلقي اعتباراً لأماكن مثلك يا أحمق-..

ستراه.. وحقّاً، لن تسرّ بطلّته ولن تسر كثيراً بما سيفعله بك عقاباً يا من سرقت أغلى ما لديه.. هكذا تُفضّل أن تقدّم له روحك عن طيب خاطر..

 

تدير نصلك/نصله في الهواء، وتحصد روحك.. يلتقط من يدك النصل قبل أن يلمس الأرض، ويغادر.. مفكراً ربما في سلاح جديد للحصد بدل ذلك الذي يُسْرق.

 

لا تغترّ بنفسك، لستَ الموت ولستَ أكثر من لصّ مناجل تافه.. لست أكثر من منتظر له لا تملك لنفسك سوى استدعائه بأعلى صوت، أو الحياة في انتظاره وحسب..

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأربعاء، 10 يوليو 2013

أقرب إلى الحافّة..

هناك 9 تعليقات:

"ما خارجك، انعكاس أمين تماماً لما داخلك.."

*****

تلك الحيرة فيما تريدُ أن تكتب اليوم: تفصيلة في يومك؟ موقف ما؟ صديق ما، محبتك له ونظرتك إليه؟ خاطرة معقّدة أخرى؟ فكرة اكتئابية؟ أغنية تعشقها ومنها تستوحي الكلمات؟ قصة قصيرة أخرى؟ عن الحبّ ربما وعن تعقيداته وحيراته الكثيرة؟ لا لا.. ربما عن الكتابة نفسها..؟

لا، ستكتب عن الوعاء الذي يحوي هذا كلّه: الحيرة!

 

تتأمّل في التفاصيل كعادتك، فتجد التفاصيل، كل التفاصيل، مرتبكة أبداً لا تنتظم.. أفكارك التي لا تكفّ عن التوالد والوفاة والتمزّق والتجمّع، بشكل شبه أبدي.. موسيقاك التي ليس لك فيها مزاج معيّن ثابت أبداً، كلماتك المتعثّرة، علاقاتك المتعثرة –والسبب كلماتك!- وشخوص حياتك الذين تنهار علاقاتك بهم ببطء لا يُدْرَك كدوران الأرض..

كُتُب مكتبتك، مكتبك، تناثرها بلا نظام هنا وهناك بلا مساحة كافية بينها، حتى مجرّد أنواعها: أدبية-سياسية-فنية-مجلات-دينية، كل ذلك على رفّ واحد وسطح واحد ربّما..

حتى شعر رأسك، الذي استطال جداً حتى كاد ينسدل على كتفيك وأنت –فعلياً- لا تهتمّ.. لحيتك التي تركتها أمداً حتى كادوا يقتلوك في الشارع في "هوجة" القتل بحسب الهويّة إياها..

 

ثم علاقاتك، مرة أخرى.. كل شئ إلى ارتباك وتعثّر.. أبداً لا تسأل عن أحد، أبدأً يبحثون عنك وأبداً يظنونك تهملهم عامداً، وأبداً تائه عنهم ومنعزل لا تحبّ صحبة أحد إلا قليلاً، وأبداً لا عذر لك وأبداً تشعر بالخجل بل وبالرغبة في قتل نفسك خجلاً..

 

ثم موسيقاك، تلك المرتبكة التي تذهب بك وتأتي وتترك لها نفسك بلا مقاومة، تلك التي هي حبر قلمك في أحايين كثيرة..

 

هو الارتباك يا عزيزي، اللخبطة، عدم الثبات واللاأرض واللاسماء، واللاشئ الذي يحاول أن يكون شيئاً، والذي تمنحه كلماتك اسماً وعنواناً..

ولكل تلك اللخبطة، لا تكاد تجد مخرجاً ولا حلاً، ولا ترتيباً..

 

عزيزي.. أنت شئ مرتبك بلا هويّة.. جِدْ نفسك.

 

30 Seconds to Mars – Closer to the Edge

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

 

 

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

خواطر شبه أخيرة لنصف ميّت..

ليست هناك تعليقات:

.. ويا ترى، ماذا يكتبون في أوراق الوصايا..؟ تلك التي تكون حلقة أولى من سلسلة أفعال الميت وأوامره وذكراه للأحياء، وهو هَمّ أقل من حضور الميّت نفسه على رؤوس الأحياء، هذا إن اهتموا..

 

 

ماذا يكتبون في أوراق الوصايا؟ ولِمَ هي بهذه الأهميّة فيخصص نصف الميت جزءاً من الحياة ليُخطّط لما بعد الموت؟ أليس البشر لا يمكنهم تخيّل الموت ولا أنفسهم موتى؟

 

صعب هو، أن تُخطَط لما سيفعله الأحياء لك بعد موتك لئلا يتوقّف عملك –يا نصف الميت-، ولما سيفعلونه هم بتراثك الذي –ربما- سيأكلونه أكلاً لمّاً.. ولما سيفعلونه لحياتهم هم، لأنك بالتأكيد كُنْتَ قطعة بازل مهمة في حياتهم، لن تُكْمِلَ وصيتك مكانها، لكنك فقط تعلمهم طريقة انتاج Makeshift لك..

 

الأمر كأنّك لسويعات قصيرة تُغْلَق كلّ باب ممكن بينك وبين الحياة، لتفتح طاقة صغيرة في جدار بينك وبين العالم الآخر لتنظر لهنالك فترى الحقيقة المطلقة، فتكتب وتكتب وتضع توقيعك في السطر الأخير.. لكنّ الأمر يظلّ صعباً، لأنّها تظلّ مجرّد طاقة صغيرة.. ولأنك –يا نصف الميت- ما تزال حيّاً أصلاً.

 

يا نصف الميّت: اكتب وصيتك.. دنت الساعة، وما صرتَ نصف ميّت إلا لأنك زهدت الحياة.. اكتبها، وانتظر إلى أن يكتمل النصف.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الاثنين، 8 يوليو 2013

في ظِلّ الوطواط..

هناك تعليقان (2):

حمل "الوطواط" سيفه المغمد في جراب أسود، علّقه على كتفه فوق حرملته حالكة السواد، واتّخذ الطريق الطويل المنتهي إلى الجبال عند مدى الأفق، بينا العاصفة الثلجية تنهمر فتضع على كتفيه وشعره الغزير المنسّق، تاجاً أبيض يمنحه تناقضاً في الألوان مهيباً..

 

ناديته بينما أجلس القرفصاء على أوّل الطريق.. توقّف وأجابني دون أن يلتفت:

- إن كنتَ ما تزال في ريبة من أمرك، فلتدعني أنا أمضي هذا الطريق.. ستبقى لا تسيره أبداً، وسأبقى أنا صاحب القرار الصحيح الوحيد، وحامل هذا السيف، إلى نهايتنا معاً كما يبدو..

مضى في ثبات إلى المصير المجهول –ربما؟- ، ثم تركني ها هنا فقط أكتب عن ذلك، وعنه، وعنّي، ببعضي، فأكاد أذوب بينما هو لا يكاد يخفت أبداً رغم زئير العاصفة الأبيض..

 

a-young-woman-walks-along-a-snowy-path-in-the-black-forest-in-germany

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأحد، 7 يوليو 2013

عن ذلك الذي تُغرب الشّمْسُ لأجله..

هناك تعليقان (2):

ربما لا تَنْكَسِف الشمس لموت أحد ولا حياته..

لكن المشهد الحزين لغرق الشمس في بحر الأحمر القاني، ذلك الذي دائماً كان رمز النهاية لكلّ شئ، يجعلك لا ترى فيه إلا رغبة من تلك الشمس أن تشارك ذلك العزيز حزنه، أو –ربما- تودّع ذاك الآخر.. قليلون هم من يستحقّون أن تخصّص لهم الشمس غروباً طقسياً خالداً يليق بروعة خلودهم..

 

يا ذلك الذي تغرب الشمس من أجله، احتضن شعاع الشمس إلى الأبد، خلودك أبقى من أيّة أشعة زائلة.. ظِلّ اليوم الرماديّ سيحيط العالم، وستبقى أنت منيراً وحدك.. سيبقون هم العميان تابعي الأعمى، ولن يتبعك أنت إلا راجي الهداية..

 

فاسطع.

 

533552709_9555d8e3a8_z

 

Linkin Park – Shadow of the Day

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

السبت، 6 يوليو 2013

صديق، على هامش الحزن.

هناك 5 تعليقات:
* تُهَذِبُ الأيّام كُلّ شئ فينا، حتى الحزن..
يصير الحزن فيك رجلاً ناضجاً كثير الصمت يعبّر عن حزنه بمجرّد ابتسامة طيبة مريرة شبه راضية، بعد أن كان طفلاً شكّاءً بكّاءاً كثير العواء ويرى العالم متمركزاً حول حزنه هو..

لا يُخفّف عنك ثقل الحزن سوى أصدقاء لك، ربما حتى لم ترهم لحماً ودماً بعد، غير أن أرواحكم على نفس الموجة تلتقي لا تتوه عن بعضها أبداً..

غنيم العزيز.. أحبّك في الله :)

قصيدة غنيم لوكوك

 قصيدة أهدانيها ابن غنيم.. لا أستحقها لكنه يستحقّ أن أخلدها هنا :)
محمد الوكيل
A.M.Revolution

الجمعة، 5 يوليو 2013

ظلال ذاتية على هامش كُلّ شئ..

هناك 7 تعليقات:

* "الدُنْيا دَوّارة"..

لماذا تُصممون إذاً على جعلها تدور بالظلم والعدوان، متبوعَيْنِ بالشماتة؟ والله لا أحد خارج الدائرة..

اجعلوها تَدُرْ بالخير والعدل وحدهما، ليس لأجلهم، لأجلكم.. (ما دُمْتم لا تعترفون أن "الآخر" ليس منكم.)

 

* ثم إنّني، كما أعشقُ الميتال والصخب الموقد للأعصاب، أعشق الهدوء الرائع متمثلاً في (رحلة الأرواح) لشمّة، وفي أغنيات جاهدة وهبة في تلك الأسطوانة قبل شهر أو أكثر، وفي (ابن عربي)، والموسيقى العربية –بعضها- وموسيقى التأمل الجنوب شرق آسيوية.. صوت الطبيعة بلغة البشر :)

 

* هل تعرف معنى أن أُحِبّ الفتيات ذوات النظارات؟

لا، لن أطلب منك أن تخرج في موعد مع فتاة تَلبس النظارات، ولا أطلب منك الخروج معها أصلاً، اعتبر ذلك نوعاً من التغزّل العفيف في مَعْلَمٍ سطحيّ قد لا يُهمّك في شكل الفتاة.. :))

فقط، أظنّهن رائعات هكذا، ولا يُخيّبنَ ظني عادةُ إلا نادراً.. عيون دقيقة تختبئ وراء زجاج شفاف رقيق، عيون تتحرّك في هدوء تراقب كلّ شئ، حتى لتجد في امتزاج الزجاج الرقيق بحركة العينين اللطيفة حدّ الضحك، فتنة خاصة لا تشاركهنّ فيها عديمات النظارات..

فقط إن شئت، اتفق معي على أنّهن فاتنات.. ان اتفقت، فسأغرقك كلاماً عنهنّ أكثر، ربما.. :)

 

* أحبّ هؤلاء الذين تبدو أرواحهم وكلماتهم كالموسيقى، منهم الرائع محمد أبو الفتوح غنيم.. أدامك الله ذخراً للحياة يا جدع :)

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الخميس، 4 يوليو 2013

إلى النّور..

هناك تعليقان (2):

306763_10151169164088090_1442357152_n

ربما لم تسمع، أبي، عن "جو ساترياني".. هو عازف جيتار أمريكيّ من أعظم من وُجِدوا في هذا المجال إطلاقاً..

ذات صباح كنتُ أتصفّح ألبوماً له، شدّتني مقطوعة معيّنة من دقيقتين بالضبط، فوجئت بما فيها من روعة وبداعة.. كأنما هي وداع هادئ يرتفع لعنان السّماء.. كأنّما نور سماويّ غامر دافق هادئ مطمئن يغمر العازف، فيجيبه بضربات خفيفة رقيقة، سريعة كذلك، كنداء حميم حزين حزناً نبيلاً ينادي روح فقيد حبيب..

أو تماماً كوداع مختلف، ممتزج بابتسامة مع دمعة صامتة..

أو هو كصلاة لربّ السماء صاحب النور، ليرحم الروح وصاحب الروح، في صمت ناطق يعبّر عن نفسه بضربات وتر..

أو ربما كل ذلك معاً.

 

لذا، هي أفضلُ إهداء لك هذا العام.. هي كلّ شئ أحب أقوله لك في هذا اليوم، يومك، يوم أبي..

كل الأيام أنت فيها، واليوم هو يومك وحدك..

 

أبي: إلى النّور.. :)

 

د. عبد العاطي الوكيل: 15 فبراير 1955 – 4 يوليو 2009 ..

 

محمد عبد العاطي الوكيل

A.M.Revolution

الأربعاء، 3 يوليو 2013

إعصار..

ليست هناك تعليقات:

"الصّمت الصامتُ يُحدّد بؤسنا.. الثورة داخلي لا تتوقف عن زيارتي..

مهما حاولنا، هو تاريخ أكثر من اللازم،

نغمات فاسدة تُعْزَفُ في سيمفونيتنا.."

 

30 Seconds to Mars – Hurricane

 

https://www.youtube.com/watch?v=mdJDPepGOAM

 

 

محمد الوكيل

Makes Revolution.

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

في مواساة الصّفاء..

ليست هناك تعليقات:

"تحيّة إليك، أيها الصافي كالماء، الصّلب كالصّوان.."

*****

large

إلى كل صافٍ يُعْرَف بسيماه في الدنيا، لكن يُجْهَلُ ويُعمى عنه..

إلى كل منفق من روحه ليصير الماء العكر من حوله صافياً فيزداد نكداً.. ويبقى هو كما هو، صافيا..

إلى هؤلاء المحبّين بصدق حتى ليظنّ الصدق نفسه فيهم السذاجة، هؤلاء الذين يُحبّون ويُكْسَرون من الجميع، ولا يتوقفون لأن الحُبّ طبيعتهم..

إلى الذي ينظر نحو السماء حين تخذله الأرض ويخذله نبتها..

إلى ذلك الذي يرى كلّ شئ من مسافة ميل، لا يصدّقه أحد طبعاً، لكنه لا يخطئ..

إلى من يرى في البحر العُمْق، لا يُبْصِرُ الزّبَدَ أبداً.. إلى من يؤمن أن هنالك دائماً شيئاً ما أكثر..

إلى من يفهم الكلمات، وما وراء الكلمات، ويعشق الكلمات، لأنه يعلم أن كل شئ في الكون كلمة..

 

أنت ملح الأرض، أنت روح العالم، بلمسة من روحك يطهر كلّ ما تلمس، في داخل قلبك أنت يكمن السرّ، أنت فارس هذا الزمان الوحيد وسواك المسوخ..

الشّمس تشرق من أجلك، ولأجلك تغرب.. وحين يحيطُ ظِلّ اليوم العالمَ بالرّمادي، ستبقى أنت النقطة المضيئة الوحيدة، وستبقى أنت الوحيد الذي لا يشرب من نهر الجنون..

 

صافٍ وفي صفائك قوّتك.. صافٍ كالماء صلبٌ كالصّوان..

 

إليك.. مواساة.

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الاثنين، 1 يوليو 2013

يَذْهَبُ جُفاءً..

هناك 4 تعليقات:

"ربنا لما بتطلب منه يؤنس وحدتك، بيؤنسها.. صدقني.."

*****

ذلك الوقت حين تشعر بغربتك اللامعقولة، حين ترغب بالفرار من ضيق البشر إلى سعة الكون، وإلى ربّه.. حين تشعر أنه لا أنس لك بسواه، وأنه الوحيد القادر على ذلك.. كأنّما يغرّبك ويوحّدك، فقط ليقرّبك منه، فتدعو بالإيناس.. وتجده!

 

تتساءلين كيف كان الإيناس..

كان بمجّرد إشارة إلهية ما.. إشارة مختبئة في تلك الصورة الكبيرة التي لم يفهمها غيري.. موج بحر من ارتفاع عالٍ، خُيِّلَ للجميع أنه سحاب، وبعضهم فسروه تفاسير لم أسمعها.. فقط سمعت ذلك الصوت داخلي يهتف ويتبعه لساني:

الزَّبَدُ يَذْهَبُ جُفَاءً..

كانت فكرة عفوية كثيراً لحظتها.. لكن حين انتهى الدوام، ذهلت إذ فهمتها: إشارة واضحة.. شىء لطيف عابر، يأتي في وقته تماماً، لا يفهمه غيرك ولا يشعر به في قلبه غيرك..

كانت إشارة.. كأنه يا صديقتي كان يخاطبني قائلاً: الزَبَدُ يذهب جفاء.. ما ينفع الناس يمكث في الأرض.. فامكث.

 

وسأمكث.. :)

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأحد، 30 يونيو 2013

كوب بلاستيك..

هناك تعليقان (2):

Clear_plastic_cup_500_ml

"هو ما كنتُ أحتاجه في هذه اللحظة بالذات.."

قالتها بينما تلتقط كوب البلاستيك من حافته من العاملة، وتعود بخطوات أنثوية دقيقة إلى قاعة الدرس، بينما ترتشف الشاي في بطء.. دافئ يسري في أعماقها، يمنحها شعوراً لحظيّا بالدفء يدغدغ مشاعرها، فتبتسم منتشية وتطلق تنهيدة مستمتعة..

 

تعشق شرب الشاي في مثل هذا الكوب البلاستيكي، دقيق خفيف أنيق يحمل لها المشروب العظيم المُدْفِئ فتشربه في لحظات سريعة كافية لإنعاشها بقية النهار ربما فتعتصر الكوب بيدها تطبّقه فترميه قمامة، قبل أن تحتاج لكوب آخر..

نعم، المهم هو المشروب، ذلك الدفء اللحظيّ، و..

 

ثم إنها تلتقي مجدداً، وعلى غير رغبة، بهاتين العينين.. عيناه، هاتان القابعتان خلف منظار طبيّ، متسعتين تتأملانها، ثم تضيقان وتنظران جانباً، ويدير الفتى رأسه بعيداً –كأنما ينفض فكرة ما عن رأسه- ليطلق فكاهة سخيفة ما لصديقه فيتضاحكان بلا مرح حقيقيّ.. تلوي هي فمها في جفاء..

 

تُحِبّ هي الأكواب البلاستيكية، خفيفة أنيقة الشكل، سهلة التخلّص لا تنكسر ولا تحدث صوتاً، تحمل المشروب الدافئ، ولا شئ آخر يَهُمّ.. هكذا ترشف الرشفة الأخيرة، تُطَبِّقُ الكوب فتلقيه في السلة القريبة، وتتخذ مقعدها في هدوء، مترقبة موعد ارتشاف الكوب التالي بعد أن يزول مفعول هذا..

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

 

 

السبت، 29 يونيو 2013

تفصيلة أولى + #حوليات.. ماذا عنها؟

ليست هناك تعليقات:

بسم الله أبدأ..

5343_1382293028651328_294400080_n

 

كما ترى، هذه مدونة تُدعى (تفاصيل ظِلّية).. حقيقة الأمر، هي فرع من الأصل (كتاب الظِلال)، إلا أنّها فكرة قديمة أردتُ إظهارها للنور من فترة.. ووجدت فرصتها أخيراً عن طريق مبادرة #حوليّات التدوينية :)

 

أووبس أووبس! فهّمنا واحدة واحدة طيب! حاضر :)

 

- من أنت؟

474574_10151447413348090_1290926016_o

* "محمد الوكيل"، مدوّن وقاصّ ومترجم أحياناً، وطالب طب، من طنطا.. إن شئت اعرفني أكثر من بروفايلي في الفيس بوك لئلا أثرثر عن نفسي كثيرا :)

 

- ما هي "كتاب الظلال"؟

* الرابط على اليمين بالأعلى :) هي مدونتي الأصلية الأساسية، الأصل وما غيرها فرع، نشأت في شهر أبريل من العام 2009 وكانت مأوى لبعض قصاصات باسم "كتاب الظلال"، قبل أن تتحوّل إلى مدونتي الأساسية ومقرّي الأول والوحيد في فترة ما :)

كانت في البداية على (ويندوز لايف سبيس) قبل أن تنتقل آلياً إلى (وورد بريس) حيث أجد مساحة أكبر من الحرية، أعشقها :)

 

- ما هذه المدوّنة؟

* الفرع الجديد الوليد من "كتاب الظلال" :) أتعمّق فيها أكثر في تفاصيل الحياة اليوميّة وتفاصيل ما أكتب عنه في "كتاب الظلال"، أحاول الكتابة فيها يوميّاً على مدار العام وحتى شهر يوليو 2014.. وهي تابعة لمشروع #حوليات التدويني :)

ربما أستمرّ فيها بعد ذلك، وربما لا، وربما حتى أنهيها باكرا.. لا أعلم :) أعشق العفوية في العموم..

لأنني أعشق التفاصيل، ولأن المادة جزيئات ثم ذرّات، ولأن الحياة ما هي إلا تفاصيل صغيرة مجتمعة، ولأننا نركّز أكثر في التفاصيل، ولأنني أرى أفضل في الظلّ، ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل.. كانت هذه. وستكون كلمات سريعة مركّزة، تماماً كالتفاصيل العابرة.. :)

 

- ما هو مشروع #حوليات ؟

* اقرأ المزيد عنه هنا :)

 

 

أجبت على بعض أسئلتك كما أحسب :) سأدع لك الباقي، إن أردت: تابع التدوينات هنا، تعرف عليّ أكثر إن وجدتني شخصاً مثيراً للاهتمام، اقرأ تفاصيلي وإن أحببتَ أن تضيف أو تعلق فالبيت بيتك، فقط لا تثر الكثير من القلق :))

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution