الثلاثاء، 30 يوليو 2013

عن حقيقة الحُلم، والخطوة السريعة/الهادئة..

ليست هناك تعليقات:

* لستُ قارئاً جيّداً، ولستُ أتذكّر حرفيّة ما أقرأ دائماً..

لكن، أذكرُ أنني قرأتُ في إحدى أطراف الإنترنت المترامية، أنّ رؤيتك لشخصٍ ما في الحُلْمِ تعني أن هذا الشخص يفتقدك..!

أؤمن جدّاً بالأحلام ولا أؤمن بأنها نتاج عقل باطن وحسب، لكن ظننتُ هذه التفصيلة بالذات ضرباً من الخيال أو فكرة مغرقة في الرومانسية نوعاً ما..

 

لكن، بطريقة ما، يبدو أنني قريب من إيجاد تحقيق لصحّة هذا الأمر.. لستُ واثقاً تماماً من النتيجة، وأكره أن يتورّط اندفاعي الأهوج في الأمر كعهدي بنفسي.

 

* الاسراع، أم الخطوة الهادئة؟

لا أعلم.. الاسراع يبدو ممتعاً، أليق بثياب هذا العصر، أكثر إنجازاً وتفضيلاً للجميع وإضافة للتفاصيل في الحياة.. لكن، الحقيقة أنه –فقط- يحشر التفاصيل في قلب تجربتك الوجودية حشراً.. لا تدعك –ولن تسمح لك!- بالاستمتاع والإغراق في التفاصيل وترتيبها بتمهّل في أعماقك.. بل تلقيها هناك قسراً وتهددك: إما تحتوي التفاصيل وإما سيلتهمك القطار..

الخطوة الهادئة مريحة، تشعرك بتميّز أكثر، تدعك تهضم وجبتك الروحية بكل هدوء وتمتصّ منها كلّ عنصر فلا تخرج سوى عسلاً.. لكن السلاحف بطيئة.

 

لا تبدو الخطوة الهادئة مغرية كثيراً نسبة لشخص اعتاد السرعة مرغماً، لكنها أحياناً قد تصير ضرورة.. فتح الباب للخطوة الهادئة يتطلّب خطوة هادئة، ربما أبدأها من الآن.

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأحد، 28 يوليو 2013

التخفّف اعتذاراً..

هناك تعليق واحد:

large

الاعتذار؟

حالة شعورية غامضة هلاميّة، رماديّة نوعاً ما ما بين الإيجابيّة المريحة وما بين السلبيّة المكروهة الكاسرة للكبرياء من أجل ما يراه ضميرك أو غيرك "حقّاً"..

أو ربمّا لا.. ربما تنخلع من تعقيدات أن تحيا، و – فقط- تفكّر برغبتك في أن تعتذر.. فقط أن تتخفّف..

ترغبُ في أن تَقِفَ بباب كبير، أو في هالة ضوء خفيف رقيق تحيطك وحدك وسط ظُلْمة عميقة، وتضمّ كفّيك إلى بعضهما في هيئة صلاة، وتقول بصوت هامس، مرّة أو بتكرار: معذرة.. معذرة.. معذرة.. اعفُ عنّي..

 

معذرة إلى.. إلى العَالِم.. إلى العَالَم.. وإلى نفسي.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الجمعة، 26 يوليو 2013

اشتعال ذاتيّ..

هناك تعليق واحد:

تماماً كقطعة من الشّمس على لوح ثَلْجٍ عملاق..

لا هي بقادرة على امتصاص البرودة، ولا هي بقادرة على فقدان الحرارة، ولا حتى تحافظ على الثلج أسفلها..

الخميس، 25 يوليو 2013

قوس وسهم قرمزيّين.. (حديث عن حالة)

هناك 3 تعليقات:

في شوق عميق للاستماع لمقطوعة أوبرالية سيمفونية عنيفة..

لستُ أفهم مفردات الأوبرا تماماً و-بالطبع- لم أحضر أوبرا واحدة في حياتي، لكن فقط أشتاق ذلك الجوّ العبقري الذي يتحدّث بأمانة مطقة عن اختلاجات مشاعر البشر، في الوقت الحقيقيّ وبلا تردد وبأقصى طاقة صوتية وحركية وشعورية، بالطبع.. لم أجد أقرب منها لأذنيّ وذهني سوى الميتال السيمفونيّ..

 

الحقيقة، تضعني مقطوعات الأوبرا العنيفة والميتال السيمفونيّ وما شابههما في حالة عصف شعوريّ قويّة ممتعة في آنٍ معاً، تحفّز داخلي شعوراً بالمعركة أو بالاندفاع في حركة سريعة تعبيريّة تحرّر عنقاء ما حبيسة بداخلي.. كأنّما فارس ما خفيف الحركة سريع يثب بسيفه وحده وسط كتيبة كاملة من الأعداء، فيشقّ السيف طريقه في أجسادهم مع حركة السيّاف الراقصة السريعة المندمجة، كأنما ذاب في روح الكون ذاته وتخلّى عن ماديّته فصار دمية تحرّكها روحه..

أو كأنما مبارزة حامية بين فارسين متعادلي القوة والمهارة تماماً، فوق سور عريض ضخم مفروش بضوء القمر المكتمل، يتقاتلان فتأخذهما نشوة المعركة فينسيان القتال ويندمجان فقط في الحركات السريعة.. فتنتهي المقطوعة بصوت انكسار أحد السيفين وانغراس الآخر في جسد المهزوم!

 

والحقّ الحقّ، أنا في شوق عظيم لمثل هذه الحالة.. فمن أراد إرشادي لها فليفعل مشكوراً بالتّأكيد :)

 

shingeki-no-kyojin-eren-jaeger

 

Linked Horizon – Guren no Yumiya (Crimson Bow and Arrow)

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأربعاء، 24 يوليو 2013

ميناءا سلام.

هناك 3 تعليقات:

999553_679341308746846_832204808_n

في تجربتي الوجودية، أجدُ الكثير مما يُفعل، الكثير جداً.. ارتباطات، أحاديث، كتابات، أفكار، دراسة، اختبارات، قراءات، صداقات تعقد وتنفكّ، ربما علاقات حبّ مجهولة البداية والمصير، وأفكار كبرى ومشاريع عظيمة وأهداف حياة كبرى تستحقّ العيش وإفناء الحياة في سبيلها، وجدتُ بعضها وما أزال في بداية مرحلة الإفناء، وأرى البعض الآخر على البعد ولا أزالُ أتلمّس الطريق له لتعدد الطرق والسالكين..

 

من بين هذا كُلّه، بحاجة أنا لشيئين مهمين:

-لحظات سلام تطول أو تقصر، لكن أعيشها بكل جزيء فيها وبلا تقصير وحتى الثمالة، فأولد جديد الروح صافي العقل نظيف الفكر رائقه..

- أن أكتب وصيّتي.. ستحتاج الكثير من الوقت لمجرّد أن أجمع عناصرها وأستقرّ على شكلٍ أخيرٍ لها، وللكثير جداً من الشجاعة لأكتبها.. هي نافذة على عالم آخر صعبة الفتح لكن لازمة الفتح.. لا شيء مضمون اليوم.

 

للآن. محتاج جداً، كما احتاجت ابنة الرومي، لميناء سلام.. دنيوي للآن.

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

خُبْزي، كفاف يومي..

هناك تعليق واحد:
"الكلمات كالخُبْزِ تَبْرُدُ إن تُرِكَت،
ولأنّ الكلمات، بشكل ما، هي خُبْزُ روحي..
فيا من لَيْسَ كمثله شيء، أرسل لي خُبْزي، كفاف يومي.."
- وَكيل..
*****
Daily Bread2
كدمية تكاد بطارياتها أن تنفد، كدمية كسيرة قطيعة الخيوط مُعلّقة بخيط وحيد، أنكمش في داخلي، مُخْفياَ نفسي لا أحمل سوى سيف صدئ مُغْمَد أضمّه لي، متكوّراً لا أكاد أستقبل شيئاً ولا أرسل، أنكمش حدّ التلاشي وأرغب الاختفاء أبداً..
كدمية تَعِبَت من أن تشُدّها كل الخيوط في أيّ اتجاه.. ككائن ضعيف يجلس على أوّل المتاهة يخاف الضياع بلا عودة.. أصيرُ في الحالة المثالية لأن أكونَ فقيراً إليك!

أرتفع بعينيّ إليك، ولأنني لا أقوى على الصراخ أهمس:
- اعلم، وأنت تعلم، أنني مستيئس لأجلك.. ضائع من دونك.. تراني وتعلم ما بي، فأنقذني.. أصلحني.. اربطني بخيطك أنت الوحيد يكفني.. فقيرٌ إليك أنا لا أملك من قوتي وقُوّتي شيئاً، فارسل لي خبزي كفاف يومي.. أنزل بي رحمتك لتمحو ما فعلت، ما أزال أضعف من المعركة، فلا تدخلني في التجربة ولكن نجّني من الشّرير.. ما شِئْتَ لا ما شِئْتُ..

وبهذا وَحْدَهُ يُمْحى الألم.

David Hodges – Breathe


محمد الوكيل
A.M.Revolution

الأحد، 21 يوليو 2013

مجاهدة، وحياة/نهاية؟

هناك 4 تعليقات:

large

في أوقات كهذه..

لا يصيرُ السؤال: ما الحلّ؟

إنما يصيرُ السؤال:

نستمر في مجاهدة ماذا؟ آالنفس، أم ما خارج النفس..؟

 

في خِضّمّ البحث عن جواب، لا يسع المرء سوى، ربما، إيقاف حياته مؤقتاً والنظر إليها من الخارج..

أو ربما تركها بإطلاق.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

السبت، 20 يوليو 2013

خاطر لا رابط له بشيء.

هناك تعليق واحد:

آحياناً، قد لا تفهم الروابط بين أشياء وأخرى، أو أشخاص وآخرين..

مثلاً قد لا تفهم الرابط بين مقطوعة معينة –خصوصاً إن كانت نوعاً ما من الميتال- وبين عنوانها، وقد لا تدرك طبيعة العلاقة بين شاب ما وفتاة فتبادر بالحكم أنها لا تصحّ، وقد لا تدرك العلاقة بين كلمات ما وبين صاحبها أو فكره الشائع عنه أو حالته المزاجيّة، وقد لا تفهم الرابطة بين مكان ما وبين نقطة ما في ذاكرتك تعيدك لنقطة الحنين الجارف –نوستالجيا-، وحتى قد لا تفهم العلاقة بينك أنت وبين هذا العالم كُلّه فتشعر أنّك من طينة غير تلك التي شُكّل منها العالم وناسه..

3e775eeb3e272590ff967cef182296f5

 

أحياناً، أرى –وأفضّل- أن تبقى الروابط بين أشياء معينة وأشخاص معينين، وربما كلّ شيء، سرّاً عميقاً مقدّساً لا يفهمه سوى أصحاب ذلك الرابط، ولا يفصحون عنه إلا إذا أرادوا، ولا يحقّ لأحد أن يبحث في سرّه إلا لِعلّة..

 

الروابط سِرّ مقدس –أحياناً-، أسمنت بناء هذا الكون، وإحدى أسرار وجوده.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الجمعة، 19 يوليو 2013

تفصيلة بهجة :)

ليست هناك تعليقات:

في يوم من الأيام، وأنا في إعدادي، كنت واقف في البلكونة مع والدتي بنرغي، لقينا راجل شايل معاه ابنه (6 شهور تقريباً وقتها)، لقيناه مرة واحدة راح واقف عند عربية راكنة، نيّم الولد عليها على ضهر، وقعد لمدة نصف ساعة كده يلاعبه ويضحّكه ويزغزغه.. والطفل مستمتع بشكل لا يوصف وبيضحك ومكركع، والراجل باين عليه السرور وبيضحك بشكل رائع :)
كان موقف ومشهد في منتهى البساطة والتلقائية والبهجة :) حبّ ينبسط ويبسط الصغنون راح عمل كده في وقتها وما استنّاش ولا أجّل :)

 

تفصيلة بهجة من أحلى ما قد تجد :)

 

large

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الخميس، 18 يوليو 2013

عصر الإنسان انتهى؟ (مواساة)

هناك 4 تعليقات:
وجدتُ أنّ أي إجابة متعجّلة على هذا السؤال ستكون خاطئة جداً..
36c1b89aa1d229cb2eb1f2928288c895
الحُكْمُ من تجربتك الوجودية الحالية، والبشر المحيطين وأفعالهم وسوءاتهم، على كون "عصر الإنسان الحقيقي" قد انتهى، يكون غير منصف وسطحيّاً جداً.. لا تتعب نفسك بالقراءة في التاريخ لتتأكّد من أن كل شيء تقريباً مررتَ به الآن قد تكرر في نقطة ما فيما سبق من التاريخ..
أذكّركَ فقط بأن في تلك العصور، بالتأكيد، كان هنالك "إنسان حقيقيّ" مثلك.. يألم ويحسرُ لما آلت إليه الإنسانية، ويتمنّى لو يقف في أعلى نقطة من العالم ليكوّر كفيه حول فمه ويصرخ: عصر الإنسان قد انتهى..

أشعرُ بك، وأدرك كثير ألمك، وصدّقني أتمنى لو أشاركك الصرخة بل وصرختُ بها مرّات عدة، لكن هذا إنما لأننا نحن البشر مخلوقات عجولة سطحيّة تتعجّل النتائج حبيسة في الزمن.. وما تزال أمامك الفرصة لتُحييَ كُلّ شيء، طالما تملكُ جسداً ويدين وعقلاً.

تذكّر: عصرُ الإنسان لم ينتهِ بعد.. لأنك أنتَ ما تزال ها هنا.

محمد الوكيل
A.M.Revolution

الأربعاء، 17 يوليو 2013

دَعَوْتُ ببَهْجَة..

هناك تعليقان (2):

laidlaw2

ذات مغرب، دعوتُ ببهجة..

ظننتُ البهجة رفيقة الأحداث الكبار فقط فطلبت ذلك، ولأن الدّعاء هو عينُ الإجابة، ولأن الدعاء مُجَابٌ مُجَاب، كان ما طلبتُ..

كان أن عرفتُ أن الأحداث الكبار، رفيقة البهجة، ليست سوى دقائق التفاصيل اللطيفة، ذلك الشعور السريع العابر المحُبَّب الذي يمرّ بك فلا تسرع بإمساكه، تلك المكالمة من أخٍ يطلبك بدون مقدمات لتشاركه الدراسة وربّما سحور الليلة، قطعة الشوكولا الكبيرة المفضلة التي تُهديها لك أمّك بعد التراويح، مقطع ضاحك ما تشاهده لعشر دقائق تخرج منه بضحك لا يكاد يتوقف، متعة عقلية ما عابرة في سطور قليلة أو في فيديو، روعة أن تتصالح مع صديق، روعة أن تشعر أنّك مطلوب ومحبوب ممن لا تَوقَع منهم، روعة أن تشعر أنك لست وحدك من يحمل الجمر..

 

فيا رب، نعم الحَدَثُ الكبير التفاصيل الدقيقة، والبهجات الصغيرة المتراكمة.. :)

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الاثنين، 15 يوليو 2013

الحياة أسمى من الفكر..؟

هناك 6 تعليقات:

حدّثني أخي يوماً عن أنّ "الحياة أسمى من الفِكْر".. مقولة لشخص ما لا أذكره أو حتى لا أعرفه..

الحقيقة أن التبلّد المزمن لديّ منعني من تفهّم المعنى وقتها، غير أن تكرارها باستمرار، منه ومن غيره ممن أثق في فكرهم وعقولهم النيّرة تماماً، جعلها فكرة متقافزة إلى ذهني بين الحين والآخر..

 

574489_404467619622948_1993253493_n_large

 

حقيقة الأمر أنّ كثيراً منا، معشر القُرّاء والمدونين وطُلّاب جيلي، يختبر في تجربته الوجوديّة النّصف الثاني من العبارة (الفِكْر) أكثر مما يختبر (الحياة)..

 

أليسَ ألماً من نوع مختلف؟ ذلك الذي يمرّ بك عابراً حين تنعزل في برجك العاجيّ مراقباً العالم من النافذة جالساً على كومة من كُتبك تطالع الذي عليه الدور في عمود الكتب؟ الجلوس هنالك ممتع والمنظر جميل حقّاً وإحساسك بالأعلى هو السموّ عن خطاياهم.. لكن حين يصيبك الملل، وينسدّ باب الخروج بأكوام الكتب المتراكمة، ستجد ذلك الألم المارّ بك..

 

لن تفهم أبداً معنى التركيز ما لم تتذوّق رشفة القهوة بكلّ حرارتها ومذاقها ومزاجها، ولن تفهم أبداً معنى الموسيقى ما لم تنتبه بعمق لضربة كلّ وتر ومحلّها ومعناها، ولن تفهم معنى شعاع الشمس ما لم تسر تحته نصف ساعة في الصّباح على الأقل لتشعر جسمك يمتصّ الأشعة، و –بكل تأكيد- لن تفهم معنى الحبّ، الألم، الفراق، الفرحة، ما لم تضع (الحياة) في سياق تجربتك الوجودية.

حين ترسم المشهد من بعيد كما تراه فأنت فنّان عبقري، لكن حين تهبط إليه وتمرح، فأنت إنسان حيّ..

 

التفاصيل.. التفاصيل.. الحياة عيش في تفاصيل، والفكر تأمّل فيها دون عيش حقيقيّ.. ماذا تختار؟ أم أنّه يمكن المزج؟ ربما.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأحد، 14 يوليو 2013

رقصة إلى مَلِكِ الحَمْقى.

ليست هناك تعليقات:

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

 

.. إذاً، ماذا تفعل حين تراهم، جميعاً يلتفّون حول ذلك "الملك" هنالك، ذلك المتربّع على عرش من الورق يتحسّس في فخر أوسمته من أغطية الزجاجات الملوّنة وملصقات اللبان وميداليته الصفيحيّة..

ملتفّين حوله يهتفون بحياته وبانتصاراته شبيهة "أوسمته"، يلعقون غبار حذائه السميك المهترئ وبعضهم يتفاخر بطراطير ملوّنة مقلّدة من قبعته الزاهية اللمّاعة، يلقي فكاهة تافهة فيضحكون ويسجّلونها لأطفالهم البلهاء، يسبّ أحدهم فيقبّل يده فخوراً بأن نظر إليه "الملك" بعين الاهتمام.. يدوس على رأس الآخر فيضحك سعادة، يأكل طعامه ويبصق البقايا في الوجوه فيتسارعون –ويتساعرون!- لالتهامها وإن كانت عظاماً..

تصيح بهم أن ينظروا إلى ملكهم ذاك، يتأمّلوا النياشين والميدالية والطرطور والحذاء، لا يسمعونك وإن سمعوك سبّوك أن لا تقدّس ملكهم كما يفعلون..

 

حينها فقط، ستجتمع برفاقك، ستشكلّون دائرة واسعة حول "الملك" وحشراته، ستتقافزون منشدين في سخرية:

 

" لا نريدُ أن نكونَ مثلك! ألا تفهم ذلك يا ملك الحمقى؟!

لا نبالي بأنّ حياتك تافهة، فأنتَ ملك الحمقى!

أبداً لن نكون مثلك، نحن لا نتبع ملك الحمقى!

أنتَ الأعمى لتقود العميان!"

 

هيا يا "ملك الحمقى"، امتلك ما يكفي من الصفاقة لتدعونا مجانين، ونفتخر، وسنسير على الطريق اللعين، لكن أبداً لا شيء سيغيّر أنك ملكهم..

ملك الحمقى.

 

Edguy – Kings of Fools

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

السبت، 13 يوليو 2013

تحطيم، تحطيم، الكثير منه..

ليست هناك تعليقات:

فيما سبق، تحدثتُ فيما تحدثت عن "القيود"..

وجدتُ لفوري بعض المتابعين والأصدقاء ممن يحدثونني عن تلك النقطة بالذات: القيود وحقيقتها، كذلك حدثني "الوطواط" كما يحدّثني دائماً، وراجعني في صحة ما أقول واقتناعي به من عدمه.. والحقيقة هو حَكَمٌ ثقيل الوطأة.

bound-with-chains-of-the-spirit-and-of-men11

القيود، من خارجك أو من داخلك، مقسومة بينك وبينـ"هم".. بينك، وبين ذاتك ومجتمعك.. بأيّ حال يتهيّأ لك ولي أن كسر القيد صعب لمجرّد أنك تراه وتشعر ببرودته في يدك، لكن أيّاً منا، مع كثير قيوده، لا يحاول حتّى تحريك السلسلة ليتأكّد ما إذا كانت مربوطة لشيء أو لا.. نكتفي فقط بمنظر القيد وملمسه فنقعد عن الحركة.

بعضها يكون حقيقيّاً، قويّاً، يقيّدك ويقعدك حتى لو حاولت الحركة..

تذكّر حينها أن القيد "مقسوم" بينك وبينـ"هم".. ببساطة: اكسر نصيبك من القيد!

 

ستجده غريباً أن أقول لك أن كسر قيد مجتمعك سهل، جداً ربما.. غيرك آلاف فعلوها ولو حتى ظاهرياً ولمجرد المنظرة، لكن ماذا عنك؟

صراعك مع "وطواطك" الخاص عسير.. لكن حتى هذا في الغالب وهم.. حتى هذا حسمه أسهل مما تتخيّل.. فقط، انظر لروحك من الأعلى بعين الطائر.. وكما تحدّد بصورة الأشعة مواضع الورم، اقتحم روحك ذاتها، دُرْ حول أركان متاهتها وأضئ المواضع المظلمة ولو بشمعة.. ستجد مرابط تلك القيود.. فقط حطّمها. وتحرر.

 

دعني فقط أذكّرك:

- روحك متاهتك الخاصة، فقط أنت من سيعرف مداها وتعقيدها، فقط اصبر وامضِ للنهاية.

- لا تتعجّل أيّ نتائج. راجع المذكّرة 1.

- تحمّل نتيجة تحطيم القيد، بكل ما فيها.

- الرحلة تستحقّ.. صدقني.

- كلامي ذاته قابل للمراجعة، فأرجوك لا تحاسبني حساب الملكين إن راجعت.. "الوطواط" حَكَمٌ قاسٍ كما أخبرتك :)

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الجمعة، 12 يوليو 2013

عن المتناقضات، والحاجة لأيّ صوت، وكثير القيود..

هناك 6 تعليقات:

هناك ذلك الإحساس المزمن، بأنّ شيئاً ما ليس على يرام.. وحسب.

large

 

كأن كلّ شيء يخونك، كأنك سجين المتناقضات كلها لا تستطيع الاختيار لنفسك في شيء، القيود تنكسر لتتوالد ولا تتوقّف، الكلمات لا تسعف ولا تعبّر، والبشر لا يهتمّون ومن يهتم منهم سيملّك يوماً ولن يسمعك كما اعتاد، غير ذلك الشعور الممضّ بأنه لن يستطيع أن يساعد أو أن يتقبّل من الأصل..

ثم تلك الرغبة الشنيعة في مكالمة هاتف، مجرّد مكالمة هاتف..

تكتشف مع مرور الوقت وبالتدريج أن لا شيء معبّر عن الإنسان أكثر من صوته، الملامح تتغيّر وتُزَوَّر والكلمات قد  تكذب والرسم قد يكون مفتعلاً، لكنّ الأقل عرضة للتزوير.. هو الصوت.

لذا، فقط، تطمح لأيّ تواصل بالصوت.. تطمح لذلك الملمح البدائي من الدفء البشريّ الحقيقي الطبيعيّ المسمّى بالصوت..

لن تجد بسهولة من يستمع إليك في هذه الساعة –ولا أيّ ساعة في الواقع- فتخرس وتكتفي بالكلمات، وهي لم تعد شافية فعلاً..

 

ثم ذلك الجوّ الخانق بالأكاذيب، بالغشّ، بالتناقضات، بالزّيف.. الكلّ يلبس قناعاً ومن منهم ينزعه يتحوّل لوحش حقيقيّ..

تحاول العزلة فلا تستطيع، الهروب فلا تستطيع، الاندماج والتآلف فلا تستطيع، الغرق في التفاصيل والنسيان فلا تستطيع.. تصرّ على أن تكون إنساناً بكل معنى الكلمة من ألم، وتصرّ على إيلام نفسك، ولا يحترق في هذا كشمعة سواك أنت، ولا جدوى سوى الدخّان والسخام..

 

حالة من فقدان البوصلة، من الظلمات، من الاكتئاب، من الكثير من المنبّهات كأن الواقع زاهٍ جداً، من الرغبة في سماع صوت، أيّ صوت، الرغبة في شيء ما أكثر والرغبة في لا شيء، في ذات الوقت..

 

هل الانتحار يكفي؟

 

Linkin Park – Numb

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الخميس، 11 يوليو 2013

هلوسات، عن ليلة حصاد..

هناك تعليقان (2):

640px-Kite_and_his_death_scythe

"نخاف مالا نراه، ونحترم –بكل ما فينا- مالا يمكننا شرحه..

والناس يملكون الأمل، لأنهم لا يرون الموت واقفاً خلفهم."

*****

 

سيكون ممتعاً لو تظاهر المرء بأنه الموت ولو لليلة.. ربما استعار منه منجله الهلاليّ العملاق الحادّ جداً حتى لينتزع الأرواح من الأجساد بلمسة.. ولِمَ لا؟

" هامشيّة: المنجل سلاح عبقري، ربما هو أقرب لسلاح دمار شامل خفيف الحمل قاضي المفعول.. سلاح الموت المثالي!"

ستستعير المنجل لليلة، ربما تضع للموت في إحدى الأرواح حبّة منومة فتسرق المنجل بينما يغطّ في النوم..

من خلفهم ستقترب، ستدير المنجل في الهواء.. سيلتمع في لمحة قمريّة فلن يلحظه إلا مرهفو الحسّ منهم.. ولن يستطيعوا تحذيراً، ستكون أرواحهم على طرف نصلك بالفعل، كعنقود أزرق زاهٍ أو كَنَظْم من اللؤلؤ تحتفظ به، هو ذا تذكار الليلة.

 

ثم تتابع رحلتك، تحصد ما استطعت أفراداً أو جماعات، تتقافز من سطح لآخر ومن عمود إنارة لآخر، وبين شجرة وأخرى، بين النوافذ والأبواب لا تطرق بل تذوب في الجدران تأخذ نصيبك وتخرج سريعاً، تنطلق فتشقّ طريقك فتسرع وتسرع فتأخذك النشوة، تندفع أكثر.. ربما أنت من أسقط تلك الطائرة في غمرة نشوتك، ولا تهتمّ ولا تحاول أخذ تذكار حتى.. تكفيك متعة المقتلة!

 

ثم –يا شبيه السندريللا!- تحين ساعة انتصاف الليل! يستيقظ "الموت" الحقيقي، سيجدك ولو كنت في أعماق الأرض –الموت لا يلقي اعتباراً لأماكن مثلك يا أحمق-..

ستراه.. وحقّاً، لن تسرّ بطلّته ولن تسر كثيراً بما سيفعله بك عقاباً يا من سرقت أغلى ما لديه.. هكذا تُفضّل أن تقدّم له روحك عن طيب خاطر..

 

تدير نصلك/نصله في الهواء، وتحصد روحك.. يلتقط من يدك النصل قبل أن يلمس الأرض، ويغادر.. مفكراً ربما في سلاح جديد للحصد بدل ذلك الذي يُسْرق.

 

لا تغترّ بنفسك، لستَ الموت ولستَ أكثر من لصّ مناجل تافه.. لست أكثر من منتظر له لا تملك لنفسك سوى استدعائه بأعلى صوت، أو الحياة في انتظاره وحسب..

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأربعاء، 10 يوليو 2013

أقرب إلى الحافّة..

هناك 9 تعليقات:

"ما خارجك، انعكاس أمين تماماً لما داخلك.."

*****

تلك الحيرة فيما تريدُ أن تكتب اليوم: تفصيلة في يومك؟ موقف ما؟ صديق ما، محبتك له ونظرتك إليه؟ خاطرة معقّدة أخرى؟ فكرة اكتئابية؟ أغنية تعشقها ومنها تستوحي الكلمات؟ قصة قصيرة أخرى؟ عن الحبّ ربما وعن تعقيداته وحيراته الكثيرة؟ لا لا.. ربما عن الكتابة نفسها..؟

لا، ستكتب عن الوعاء الذي يحوي هذا كلّه: الحيرة!

 

تتأمّل في التفاصيل كعادتك، فتجد التفاصيل، كل التفاصيل، مرتبكة أبداً لا تنتظم.. أفكارك التي لا تكفّ عن التوالد والوفاة والتمزّق والتجمّع، بشكل شبه أبدي.. موسيقاك التي ليس لك فيها مزاج معيّن ثابت أبداً، كلماتك المتعثّرة، علاقاتك المتعثرة –والسبب كلماتك!- وشخوص حياتك الذين تنهار علاقاتك بهم ببطء لا يُدْرَك كدوران الأرض..

كُتُب مكتبتك، مكتبك، تناثرها بلا نظام هنا وهناك بلا مساحة كافية بينها، حتى مجرّد أنواعها: أدبية-سياسية-فنية-مجلات-دينية، كل ذلك على رفّ واحد وسطح واحد ربّما..

حتى شعر رأسك، الذي استطال جداً حتى كاد ينسدل على كتفيك وأنت –فعلياً- لا تهتمّ.. لحيتك التي تركتها أمداً حتى كادوا يقتلوك في الشارع في "هوجة" القتل بحسب الهويّة إياها..

 

ثم علاقاتك، مرة أخرى.. كل شئ إلى ارتباك وتعثّر.. أبداً لا تسأل عن أحد، أبدأً يبحثون عنك وأبداً يظنونك تهملهم عامداً، وأبداً تائه عنهم ومنعزل لا تحبّ صحبة أحد إلا قليلاً، وأبداً لا عذر لك وأبداً تشعر بالخجل بل وبالرغبة في قتل نفسك خجلاً..

 

ثم موسيقاك، تلك المرتبكة التي تذهب بك وتأتي وتترك لها نفسك بلا مقاومة، تلك التي هي حبر قلمك في أحايين كثيرة..

 

هو الارتباك يا عزيزي، اللخبطة، عدم الثبات واللاأرض واللاسماء، واللاشئ الذي يحاول أن يكون شيئاً، والذي تمنحه كلماتك اسماً وعنواناً..

ولكل تلك اللخبطة، لا تكاد تجد مخرجاً ولا حلاً، ولا ترتيباً..

 

عزيزي.. أنت شئ مرتبك بلا هويّة.. جِدْ نفسك.

 

30 Seconds to Mars – Closer to the Edge

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

 

 

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

خواطر شبه أخيرة لنصف ميّت..

ليست هناك تعليقات:

.. ويا ترى، ماذا يكتبون في أوراق الوصايا..؟ تلك التي تكون حلقة أولى من سلسلة أفعال الميت وأوامره وذكراه للأحياء، وهو هَمّ أقل من حضور الميّت نفسه على رؤوس الأحياء، هذا إن اهتموا..

 

 

ماذا يكتبون في أوراق الوصايا؟ ولِمَ هي بهذه الأهميّة فيخصص نصف الميت جزءاً من الحياة ليُخطّط لما بعد الموت؟ أليس البشر لا يمكنهم تخيّل الموت ولا أنفسهم موتى؟

 

صعب هو، أن تُخطَط لما سيفعله الأحياء لك بعد موتك لئلا يتوقّف عملك –يا نصف الميت-، ولما سيفعلونه هم بتراثك الذي –ربما- سيأكلونه أكلاً لمّاً.. ولما سيفعلونه لحياتهم هم، لأنك بالتأكيد كُنْتَ قطعة بازل مهمة في حياتهم، لن تُكْمِلَ وصيتك مكانها، لكنك فقط تعلمهم طريقة انتاج Makeshift لك..

 

الأمر كأنّك لسويعات قصيرة تُغْلَق كلّ باب ممكن بينك وبين الحياة، لتفتح طاقة صغيرة في جدار بينك وبين العالم الآخر لتنظر لهنالك فترى الحقيقة المطلقة، فتكتب وتكتب وتضع توقيعك في السطر الأخير.. لكنّ الأمر يظلّ صعباً، لأنّها تظلّ مجرّد طاقة صغيرة.. ولأنك –يا نصف الميت- ما تزال حيّاً أصلاً.

 

يا نصف الميّت: اكتب وصيتك.. دنت الساعة، وما صرتَ نصف ميّت إلا لأنك زهدت الحياة.. اكتبها، وانتظر إلى أن يكتمل النصف.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الاثنين، 8 يوليو 2013

في ظِلّ الوطواط..

هناك تعليقان (2):

حمل "الوطواط" سيفه المغمد في جراب أسود، علّقه على كتفه فوق حرملته حالكة السواد، واتّخذ الطريق الطويل المنتهي إلى الجبال عند مدى الأفق، بينا العاصفة الثلجية تنهمر فتضع على كتفيه وشعره الغزير المنسّق، تاجاً أبيض يمنحه تناقضاً في الألوان مهيباً..

 

ناديته بينما أجلس القرفصاء على أوّل الطريق.. توقّف وأجابني دون أن يلتفت:

- إن كنتَ ما تزال في ريبة من أمرك، فلتدعني أنا أمضي هذا الطريق.. ستبقى لا تسيره أبداً، وسأبقى أنا صاحب القرار الصحيح الوحيد، وحامل هذا السيف، إلى نهايتنا معاً كما يبدو..

مضى في ثبات إلى المصير المجهول –ربما؟- ، ثم تركني ها هنا فقط أكتب عن ذلك، وعنه، وعنّي، ببعضي، فأكاد أذوب بينما هو لا يكاد يخفت أبداً رغم زئير العاصفة الأبيض..

 

a-young-woman-walks-along-a-snowy-path-in-the-black-forest-in-germany

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الأحد، 7 يوليو 2013

عن ذلك الذي تُغرب الشّمْسُ لأجله..

هناك تعليقان (2):

ربما لا تَنْكَسِف الشمس لموت أحد ولا حياته..

لكن المشهد الحزين لغرق الشمس في بحر الأحمر القاني، ذلك الذي دائماً كان رمز النهاية لكلّ شئ، يجعلك لا ترى فيه إلا رغبة من تلك الشمس أن تشارك ذلك العزيز حزنه، أو –ربما- تودّع ذاك الآخر.. قليلون هم من يستحقّون أن تخصّص لهم الشمس غروباً طقسياً خالداً يليق بروعة خلودهم..

 

يا ذلك الذي تغرب الشمس من أجله، احتضن شعاع الشمس إلى الأبد، خلودك أبقى من أيّة أشعة زائلة.. ظِلّ اليوم الرماديّ سيحيط العالم، وستبقى أنت منيراً وحدك.. سيبقون هم العميان تابعي الأعمى، ولن يتبعك أنت إلا راجي الهداية..

 

فاسطع.

 

533552709_9555d8e3a8_z

 

Linkin Park – Shadow of the Day

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

السبت، 6 يوليو 2013

صديق، على هامش الحزن.

هناك 5 تعليقات:
* تُهَذِبُ الأيّام كُلّ شئ فينا، حتى الحزن..
يصير الحزن فيك رجلاً ناضجاً كثير الصمت يعبّر عن حزنه بمجرّد ابتسامة طيبة مريرة شبه راضية، بعد أن كان طفلاً شكّاءً بكّاءاً كثير العواء ويرى العالم متمركزاً حول حزنه هو..

لا يُخفّف عنك ثقل الحزن سوى أصدقاء لك، ربما حتى لم ترهم لحماً ودماً بعد، غير أن أرواحكم على نفس الموجة تلتقي لا تتوه عن بعضها أبداً..

غنيم العزيز.. أحبّك في الله :)

قصيدة غنيم لوكوك

 قصيدة أهدانيها ابن غنيم.. لا أستحقها لكنه يستحقّ أن أخلدها هنا :)
محمد الوكيل
A.M.Revolution

الجمعة، 5 يوليو 2013

ظلال ذاتية على هامش كُلّ شئ..

هناك 7 تعليقات:

* "الدُنْيا دَوّارة"..

لماذا تُصممون إذاً على جعلها تدور بالظلم والعدوان، متبوعَيْنِ بالشماتة؟ والله لا أحد خارج الدائرة..

اجعلوها تَدُرْ بالخير والعدل وحدهما، ليس لأجلهم، لأجلكم.. (ما دُمْتم لا تعترفون أن "الآخر" ليس منكم.)

 

* ثم إنّني، كما أعشقُ الميتال والصخب الموقد للأعصاب، أعشق الهدوء الرائع متمثلاً في (رحلة الأرواح) لشمّة، وفي أغنيات جاهدة وهبة في تلك الأسطوانة قبل شهر أو أكثر، وفي (ابن عربي)، والموسيقى العربية –بعضها- وموسيقى التأمل الجنوب شرق آسيوية.. صوت الطبيعة بلغة البشر :)

 

* هل تعرف معنى أن أُحِبّ الفتيات ذوات النظارات؟

لا، لن أطلب منك أن تخرج في موعد مع فتاة تَلبس النظارات، ولا أطلب منك الخروج معها أصلاً، اعتبر ذلك نوعاً من التغزّل العفيف في مَعْلَمٍ سطحيّ قد لا يُهمّك في شكل الفتاة.. :))

فقط، أظنّهن رائعات هكذا، ولا يُخيّبنَ ظني عادةُ إلا نادراً.. عيون دقيقة تختبئ وراء زجاج شفاف رقيق، عيون تتحرّك في هدوء تراقب كلّ شئ، حتى لتجد في امتزاج الزجاج الرقيق بحركة العينين اللطيفة حدّ الضحك، فتنة خاصة لا تشاركهنّ فيها عديمات النظارات..

فقط إن شئت، اتفق معي على أنّهن فاتنات.. ان اتفقت، فسأغرقك كلاماً عنهنّ أكثر، ربما.. :)

 

* أحبّ هؤلاء الذين تبدو أرواحهم وكلماتهم كالموسيقى، منهم الرائع محمد أبو الفتوح غنيم.. أدامك الله ذخراً للحياة يا جدع :)

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الخميس، 4 يوليو 2013

إلى النّور..

هناك تعليقان (2):

306763_10151169164088090_1442357152_n

ربما لم تسمع، أبي، عن "جو ساترياني".. هو عازف جيتار أمريكيّ من أعظم من وُجِدوا في هذا المجال إطلاقاً..

ذات صباح كنتُ أتصفّح ألبوماً له، شدّتني مقطوعة معيّنة من دقيقتين بالضبط، فوجئت بما فيها من روعة وبداعة.. كأنما هي وداع هادئ يرتفع لعنان السّماء.. كأنّما نور سماويّ غامر دافق هادئ مطمئن يغمر العازف، فيجيبه بضربات خفيفة رقيقة، سريعة كذلك، كنداء حميم حزين حزناً نبيلاً ينادي روح فقيد حبيب..

أو تماماً كوداع مختلف، ممتزج بابتسامة مع دمعة صامتة..

أو هو كصلاة لربّ السماء صاحب النور، ليرحم الروح وصاحب الروح، في صمت ناطق يعبّر عن نفسه بضربات وتر..

أو ربما كل ذلك معاً.

 

لذا، هي أفضلُ إهداء لك هذا العام.. هي كلّ شئ أحب أقوله لك في هذا اليوم، يومك، يوم أبي..

كل الأيام أنت فيها، واليوم هو يومك وحدك..

 

أبي: إلى النّور.. :)

 

د. عبد العاطي الوكيل: 15 فبراير 1955 – 4 يوليو 2009 ..

 

محمد عبد العاطي الوكيل

A.M.Revolution

الأربعاء، 3 يوليو 2013

إعصار..

ليست هناك تعليقات:

"الصّمت الصامتُ يُحدّد بؤسنا.. الثورة داخلي لا تتوقف عن زيارتي..

مهما حاولنا، هو تاريخ أكثر من اللازم،

نغمات فاسدة تُعْزَفُ في سيمفونيتنا.."

 

30 Seconds to Mars – Hurricane

 

https://www.youtube.com/watch?v=mdJDPepGOAM

 

 

محمد الوكيل

Makes Revolution.

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

في مواساة الصّفاء..

ليست هناك تعليقات:

"تحيّة إليك، أيها الصافي كالماء، الصّلب كالصّوان.."

*****

large

إلى كل صافٍ يُعْرَف بسيماه في الدنيا، لكن يُجْهَلُ ويُعمى عنه..

إلى كل منفق من روحه ليصير الماء العكر من حوله صافياً فيزداد نكداً.. ويبقى هو كما هو، صافيا..

إلى هؤلاء المحبّين بصدق حتى ليظنّ الصدق نفسه فيهم السذاجة، هؤلاء الذين يُحبّون ويُكْسَرون من الجميع، ولا يتوقفون لأن الحُبّ طبيعتهم..

إلى الذي ينظر نحو السماء حين تخذله الأرض ويخذله نبتها..

إلى ذلك الذي يرى كلّ شئ من مسافة ميل، لا يصدّقه أحد طبعاً، لكنه لا يخطئ..

إلى من يرى في البحر العُمْق، لا يُبْصِرُ الزّبَدَ أبداً.. إلى من يؤمن أن هنالك دائماً شيئاً ما أكثر..

إلى من يفهم الكلمات، وما وراء الكلمات، ويعشق الكلمات، لأنه يعلم أن كل شئ في الكون كلمة..

 

أنت ملح الأرض، أنت روح العالم، بلمسة من روحك يطهر كلّ ما تلمس، في داخل قلبك أنت يكمن السرّ، أنت فارس هذا الزمان الوحيد وسواك المسوخ..

الشّمس تشرق من أجلك، ولأجلك تغرب.. وحين يحيطُ ظِلّ اليوم العالمَ بالرّمادي، ستبقى أنت النقطة المضيئة الوحيدة، وستبقى أنت الوحيد الذي لا يشرب من نهر الجنون..

 

صافٍ وفي صفائك قوّتك.. صافٍ كالماء صلبٌ كالصّوان..

 

إليك.. مواساة.

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

الاثنين، 1 يوليو 2013

يَذْهَبُ جُفاءً..

هناك 4 تعليقات:

"ربنا لما بتطلب منه يؤنس وحدتك، بيؤنسها.. صدقني.."

*****

ذلك الوقت حين تشعر بغربتك اللامعقولة، حين ترغب بالفرار من ضيق البشر إلى سعة الكون، وإلى ربّه.. حين تشعر أنه لا أنس لك بسواه، وأنه الوحيد القادر على ذلك.. كأنّما يغرّبك ويوحّدك، فقط ليقرّبك منه، فتدعو بالإيناس.. وتجده!

 

تتساءلين كيف كان الإيناس..

كان بمجّرد إشارة إلهية ما.. إشارة مختبئة في تلك الصورة الكبيرة التي لم يفهمها غيري.. موج بحر من ارتفاع عالٍ، خُيِّلَ للجميع أنه سحاب، وبعضهم فسروه تفاسير لم أسمعها.. فقط سمعت ذلك الصوت داخلي يهتف ويتبعه لساني:

الزَّبَدُ يَذْهَبُ جُفَاءً..

كانت فكرة عفوية كثيراً لحظتها.. لكن حين انتهى الدوام، ذهلت إذ فهمتها: إشارة واضحة.. شىء لطيف عابر، يأتي في وقته تماماً، لا يفهمه غيرك ولا يشعر به في قلبه غيرك..

كانت إشارة.. كأنه يا صديقتي كان يخاطبني قائلاً: الزَبَدُ يذهب جفاء.. ما ينفع الناس يمكث في الأرض.. فامكث.

 

وسأمكث.. :)

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution