الخميس، 11 يوليو 2013

هلوسات، عن ليلة حصاد..

640px-Kite_and_his_death_scythe

"نخاف مالا نراه، ونحترم –بكل ما فينا- مالا يمكننا شرحه..

والناس يملكون الأمل، لأنهم لا يرون الموت واقفاً خلفهم."

*****

 

سيكون ممتعاً لو تظاهر المرء بأنه الموت ولو لليلة.. ربما استعار منه منجله الهلاليّ العملاق الحادّ جداً حتى لينتزع الأرواح من الأجساد بلمسة.. ولِمَ لا؟

" هامشيّة: المنجل سلاح عبقري، ربما هو أقرب لسلاح دمار شامل خفيف الحمل قاضي المفعول.. سلاح الموت المثالي!"

ستستعير المنجل لليلة، ربما تضع للموت في إحدى الأرواح حبّة منومة فتسرق المنجل بينما يغطّ في النوم..

من خلفهم ستقترب، ستدير المنجل في الهواء.. سيلتمع في لمحة قمريّة فلن يلحظه إلا مرهفو الحسّ منهم.. ولن يستطيعوا تحذيراً، ستكون أرواحهم على طرف نصلك بالفعل، كعنقود أزرق زاهٍ أو كَنَظْم من اللؤلؤ تحتفظ به، هو ذا تذكار الليلة.

 

ثم تتابع رحلتك، تحصد ما استطعت أفراداً أو جماعات، تتقافز من سطح لآخر ومن عمود إنارة لآخر، وبين شجرة وأخرى، بين النوافذ والأبواب لا تطرق بل تذوب في الجدران تأخذ نصيبك وتخرج سريعاً، تنطلق فتشقّ طريقك فتسرع وتسرع فتأخذك النشوة، تندفع أكثر.. ربما أنت من أسقط تلك الطائرة في غمرة نشوتك، ولا تهتمّ ولا تحاول أخذ تذكار حتى.. تكفيك متعة المقتلة!

 

ثم –يا شبيه السندريللا!- تحين ساعة انتصاف الليل! يستيقظ "الموت" الحقيقي، سيجدك ولو كنت في أعماق الأرض –الموت لا يلقي اعتباراً لأماكن مثلك يا أحمق-..

ستراه.. وحقّاً، لن تسرّ بطلّته ولن تسر كثيراً بما سيفعله بك عقاباً يا من سرقت أغلى ما لديه.. هكذا تُفضّل أن تقدّم له روحك عن طيب خاطر..

 

تدير نصلك/نصله في الهواء، وتحصد روحك.. يلتقط من يدك النصل قبل أن يلمس الأرض، ويغادر.. مفكراً ربما في سلاح جديد للحصد بدل ذلك الذي يُسْرق.

 

لا تغترّ بنفسك، لستَ الموت ولستَ أكثر من لصّ مناجل تافه.. لست أكثر من منتظر له لا تملك لنفسك سوى استدعائه بأعلى صوت، أو الحياة في انتظاره وحسب..

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

هناك تعليقان (2):

  1. و ﻻ تعليق للأسف
    على إبداع مثل هذاا

    لك مني كل المودة , طريقة تفكيرك رائعة , تجدب القارئ أكثر فأكثر , لفكرة ما بطريقة سلسة

    ردحذف
    الردود
    1. أعرك الله وبارك لك، ألف شكر :) :) نورت والله وتسعدني متابعتك :)

      حذف