الثلاثاء، 2 يوليو 2013

في مواساة الصّفاء..

"تحيّة إليك، أيها الصافي كالماء، الصّلب كالصّوان.."

*****

large

إلى كل صافٍ يُعْرَف بسيماه في الدنيا، لكن يُجْهَلُ ويُعمى عنه..

إلى كل منفق من روحه ليصير الماء العكر من حوله صافياً فيزداد نكداً.. ويبقى هو كما هو، صافيا..

إلى هؤلاء المحبّين بصدق حتى ليظنّ الصدق نفسه فيهم السذاجة، هؤلاء الذين يُحبّون ويُكْسَرون من الجميع، ولا يتوقفون لأن الحُبّ طبيعتهم..

إلى الذي ينظر نحو السماء حين تخذله الأرض ويخذله نبتها..

إلى ذلك الذي يرى كلّ شئ من مسافة ميل، لا يصدّقه أحد طبعاً، لكنه لا يخطئ..

إلى من يرى في البحر العُمْق، لا يُبْصِرُ الزّبَدَ أبداً.. إلى من يؤمن أن هنالك دائماً شيئاً ما أكثر..

إلى من يفهم الكلمات، وما وراء الكلمات، ويعشق الكلمات، لأنه يعلم أن كل شئ في الكون كلمة..

 

أنت ملح الأرض، أنت روح العالم، بلمسة من روحك يطهر كلّ ما تلمس، في داخل قلبك أنت يكمن السرّ، أنت فارس هذا الزمان الوحيد وسواك المسوخ..

الشّمس تشرق من أجلك، ولأجلك تغرب.. وحين يحيطُ ظِلّ اليوم العالمَ بالرّمادي، ستبقى أنت النقطة المضيئة الوحيدة، وستبقى أنت الوحيد الذي لا يشرب من نهر الجنون..

 

صافٍ وفي صفائك قوّتك.. صافٍ كالماء صلبٌ كالصّوان..

 

إليك.. مواساة.

 

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق