الأربعاء، 10 يوليو 2013

أقرب إلى الحافّة..

"ما خارجك، انعكاس أمين تماماً لما داخلك.."

*****

تلك الحيرة فيما تريدُ أن تكتب اليوم: تفصيلة في يومك؟ موقف ما؟ صديق ما، محبتك له ونظرتك إليه؟ خاطرة معقّدة أخرى؟ فكرة اكتئابية؟ أغنية تعشقها ومنها تستوحي الكلمات؟ قصة قصيرة أخرى؟ عن الحبّ ربما وعن تعقيداته وحيراته الكثيرة؟ لا لا.. ربما عن الكتابة نفسها..؟

لا، ستكتب عن الوعاء الذي يحوي هذا كلّه: الحيرة!

 

تتأمّل في التفاصيل كعادتك، فتجد التفاصيل، كل التفاصيل، مرتبكة أبداً لا تنتظم.. أفكارك التي لا تكفّ عن التوالد والوفاة والتمزّق والتجمّع، بشكل شبه أبدي.. موسيقاك التي ليس لك فيها مزاج معيّن ثابت أبداً، كلماتك المتعثّرة، علاقاتك المتعثرة –والسبب كلماتك!- وشخوص حياتك الذين تنهار علاقاتك بهم ببطء لا يُدْرَك كدوران الأرض..

كُتُب مكتبتك، مكتبك، تناثرها بلا نظام هنا وهناك بلا مساحة كافية بينها، حتى مجرّد أنواعها: أدبية-سياسية-فنية-مجلات-دينية، كل ذلك على رفّ واحد وسطح واحد ربّما..

حتى شعر رأسك، الذي استطال جداً حتى كاد ينسدل على كتفيك وأنت –فعلياً- لا تهتمّ.. لحيتك التي تركتها أمداً حتى كادوا يقتلوك في الشارع في "هوجة" القتل بحسب الهويّة إياها..

 

ثم علاقاتك، مرة أخرى.. كل شئ إلى ارتباك وتعثّر.. أبداً لا تسأل عن أحد، أبدأً يبحثون عنك وأبداً يظنونك تهملهم عامداً، وأبداً تائه عنهم ومنعزل لا تحبّ صحبة أحد إلا قليلاً، وأبداً لا عذر لك وأبداً تشعر بالخجل بل وبالرغبة في قتل نفسك خجلاً..

 

ثم موسيقاك، تلك المرتبكة التي تذهب بك وتأتي وتترك لها نفسك بلا مقاومة، تلك التي هي حبر قلمك في أحايين كثيرة..

 

هو الارتباك يا عزيزي، اللخبطة، عدم الثبات واللاأرض واللاسماء، واللاشئ الذي يحاول أن يكون شيئاً، والذي تمنحه كلماتك اسماً وعنواناً..

ولكل تلك اللخبطة، لا تكاد تجد مخرجاً ولا حلاً، ولا ترتيباً..

 

عزيزي.. أنت شئ مرتبك بلا هويّة.. جِدْ نفسك.

 

30 Seconds to Mars – Closer to the Edge

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

 

 

هناك 9 تعليقات:

  1. ولكل تلك اللخبطة، لا تكاد تجد مخرجاً ولا حلاً، ولا ترتيباً.نعم ، نعم !

    ردحذف

  2. تتأمّل في التفاصيل كعادتك، فتجد التفاصيل، كل التفاصيل، مرتبكة أبداً لا تنتظم.. أفكارك التي لا تكفّ عن التوالد والوفاة والتمزّق والتجمّع، بشكل شبه أبدي.. موسيقاك التي ليس لك فيها مزاج معيّن ثابت أبداً، كلماتك المتعثّرة، علاقاتك المتعثرة –والسبب كلماتك!- وشخوص حياتك الذين تنهار علاقاتك بهم ببطء لا يُدْرَك كدوران الأرض..

    ((جميل جميل ..كم فاتنا قبل أن نقرأ لك ميرةملك(حيرة الموناليزا ) أسئذنك أن أنشرها كلملة في صفحتي باسمك طبعا

    ردحذف

  3. أسئذنك أن أنشرها كلملة في صفحتي باسمك طبعا

    أنتظر موافقتك طبعا
    ميرةملك(حيرة الموناليزا )

    ردحذف
    الردود
    1. لا مانع، مع ذكر الاسم ووضع رابط واضح للتدوينة :)

      حذف
  4. أكيد يا أستاذ محمد ما في شك بس كأنك تشترط الأمر

    ردحذف
  5. كتاباتك تنير صفحتنا واسمك يضئ حروفنا

    ردحذف
  6. الإرتباك .. اللخبطة .. الحيرة ..
    أشعر بك فعلاً، لأن الأفكار دي بتدور في دماغي يومياً.
    تدوينة رائعة :)

    ردحذف