الثلاثاء، 9 يوليو 2013

خواطر شبه أخيرة لنصف ميّت..

.. ويا ترى، ماذا يكتبون في أوراق الوصايا..؟ تلك التي تكون حلقة أولى من سلسلة أفعال الميت وأوامره وذكراه للأحياء، وهو هَمّ أقل من حضور الميّت نفسه على رؤوس الأحياء، هذا إن اهتموا..

 

 

ماذا يكتبون في أوراق الوصايا؟ ولِمَ هي بهذه الأهميّة فيخصص نصف الميت جزءاً من الحياة ليُخطّط لما بعد الموت؟ أليس البشر لا يمكنهم تخيّل الموت ولا أنفسهم موتى؟

 

صعب هو، أن تُخطَط لما سيفعله الأحياء لك بعد موتك لئلا يتوقّف عملك –يا نصف الميت-، ولما سيفعلونه هم بتراثك الذي –ربما- سيأكلونه أكلاً لمّاً.. ولما سيفعلونه لحياتهم هم، لأنك بالتأكيد كُنْتَ قطعة بازل مهمة في حياتهم، لن تُكْمِلَ وصيتك مكانها، لكنك فقط تعلمهم طريقة انتاج Makeshift لك..

 

الأمر كأنّك لسويعات قصيرة تُغْلَق كلّ باب ممكن بينك وبين الحياة، لتفتح طاقة صغيرة في جدار بينك وبين العالم الآخر لتنظر لهنالك فترى الحقيقة المطلقة، فتكتب وتكتب وتضع توقيعك في السطر الأخير.. لكنّ الأمر يظلّ صعباً، لأنّها تظلّ مجرّد طاقة صغيرة.. ولأنك –يا نصف الميت- ما تزال حيّاً أصلاً.

 

يا نصف الميّت: اكتب وصيتك.. دنت الساعة، وما صرتَ نصف ميّت إلا لأنك زهدت الحياة.. اكتبها، وانتظر إلى أن يكتمل النصف.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق