الجمعة، 12 يوليو 2013

عن المتناقضات، والحاجة لأيّ صوت، وكثير القيود..

هناك ذلك الإحساس المزمن، بأنّ شيئاً ما ليس على يرام.. وحسب.

large

 

كأن كلّ شيء يخونك، كأنك سجين المتناقضات كلها لا تستطيع الاختيار لنفسك في شيء، القيود تنكسر لتتوالد ولا تتوقّف، الكلمات لا تسعف ولا تعبّر، والبشر لا يهتمّون ومن يهتم منهم سيملّك يوماً ولن يسمعك كما اعتاد، غير ذلك الشعور الممضّ بأنه لن يستطيع أن يساعد أو أن يتقبّل من الأصل..

ثم تلك الرغبة الشنيعة في مكالمة هاتف، مجرّد مكالمة هاتف..

تكتشف مع مرور الوقت وبالتدريج أن لا شيء معبّر عن الإنسان أكثر من صوته، الملامح تتغيّر وتُزَوَّر والكلمات قد  تكذب والرسم قد يكون مفتعلاً، لكنّ الأقل عرضة للتزوير.. هو الصوت.

لذا، فقط، تطمح لأيّ تواصل بالصوت.. تطمح لذلك الملمح البدائي من الدفء البشريّ الحقيقي الطبيعيّ المسمّى بالصوت..

لن تجد بسهولة من يستمع إليك في هذه الساعة –ولا أيّ ساعة في الواقع- فتخرس وتكتفي بالكلمات، وهي لم تعد شافية فعلاً..

 

ثم ذلك الجوّ الخانق بالأكاذيب، بالغشّ، بالتناقضات، بالزّيف.. الكلّ يلبس قناعاً ومن منهم ينزعه يتحوّل لوحش حقيقيّ..

تحاول العزلة فلا تستطيع، الهروب فلا تستطيع، الاندماج والتآلف فلا تستطيع، الغرق في التفاصيل والنسيان فلا تستطيع.. تصرّ على أن تكون إنساناً بكل معنى الكلمة من ألم، وتصرّ على إيلام نفسك، ولا يحترق في هذا كشمعة سواك أنت، ولا جدوى سوى الدخّان والسخام..

 

حالة من فقدان البوصلة، من الظلمات، من الاكتئاب، من الكثير من المنبّهات كأن الواقع زاهٍ جداً، من الرغبة في سماع صوت، أيّ صوت، الرغبة في شيء ما أكثر والرغبة في لا شيء، في ذات الوقت..

 

هل الانتحار يكفي؟

 

Linkin Park – Numb

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

هناك 6 تعليقات:

  1. نحن ننتحر ، ولكننا مازلنا فى البداية !

    ردحذف
  2. نظرة جانبية للواقع، أعتقد أن اهتمامنا بالسلبيات يحيي في عمقنا احباطا ومللا... فنجنح إلى العزلة. لكن أعتقد كذلك أن الصوت المبحوث عنه في التدوينة يمكن أن ينبعث داخلنا. أما المتناقضات فهي حقيقة ركّب منها الواقع، وجدارتنا تكمن في (كيفية) وقدرتها على أن نحافظ على استوائنا دون أن ننزع إلى ما يجعلنا ننهزم أو نحطم ذواتنا.

    تحيتي

    ردحذف
    الردود
    1. أهلاً بحضرتك أ. رشيد نورت :)
      المشكلة إن الواقع صار زاخراً بالسلبية حتى لتكاد تتنفسّها، فصار صعباً إيجاد بيئة إيجابية فتنجح إلى أقلّ الحلول سلبية بالنسبة لك: العزلة.
      الصوت المبحوث عنه ليس سوى السعي وراء دفء بشري، لا أكثر :)
      معك حق بالنسبة للمتناقضات، لكن كثرتها وشدّة تناقضها واستقطابها لك يصعّبان الحياة كلها فعلاً..

      حذف
  3. تلك الحالة من الشوق الشديد لسماع صوت دافيء عبر الهاتف لا يحمل اي شيء سلبي في قلبه تجاهك ، لا يحمل سوى محبة صادقة ، اهتمام مخلص ، حرص حقيقي !

    سيدي ....... لن أزعم أن هذا الصوت غير موجود بالواقع ولكنه موجود بشدة في الكتابات ، حتى تلك التي نكتبها ونحن نرتدي أقنعة السعادة .

    لا يمكن أن نفني حياتنا بانتظاره او ترقبه أو حتى تمنيه !

    يجب للحياة أن تسير ، أن تسير باتجاهها الصحيح ، أن تختفي حالة التخبط واختلال البوصلة !

    لا يجب أن نموت كالمرضى !
    ابدأ أنت ........... هاتف أحد الأصدقاء ، اهتم بأحد أقاربك ، من قلبك وبصدق ، ابحث عن شخص تمنحه كل ما تريد ... لا تمت .....

    اصلح بوصلتك بنفسك .... وجرب ان تحيا لك تحيا أنت ... ابحث عن الله دوما هو الصوت الأبدي الذي يمنحنا كل شيء بلا ألم !

    ردحذف
    الردود
    1. الأمر ليس سهلاً تماماً كما يبدو :) إنها القيود :)

      حذف