الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

عن الكتابة: طريقةً أخرى للتنفّس!

هو الحُبّ فاسلم بالحشا ما الهَوى سهلَ : : : فـما اخـتارَهُ مُـضْنى بـه وله عقْلُ

*****

كان الله في عون الكاتب المتزوّج أو العاشق.. يتنازعُ في قلبه حُبّان.

حُبّ الكتابة عظيم حتى إنه لا موضوع يكتب عنه الكاتب العاشق لها، أكثر من الكتابة. لذا، تجدني أركن إلى "الرايتر" وتصيبني لوثة جنون فأستمع إلى Forsaken لـ"سكيليت" في استمتاع وتركيز، ثم فجأة أنتقل إلى مجلد "ابن عربي" فأستمع إلى "هو الحُب فاسلم بالحشا".. مزاجان مختلفان تماماً لو تعلم.

 

أجد فيّ الرغبة فقط لأكتب عن الكتابة.. عن عشقي للكتابة.. عن تلك العلاقة العجيبة بيني وبينها: عشقي العجيب لها، وخوفي الغريب منها. أخاف أن أكتب أحياناً كمشوَّه يخاف أن ينظر في المرآة. أرغب أحياناً بالكتابة كشوق المظلوم للعدل وكشوق الموتور للانتقام..

فقط أريدُ أن أكتب وأكتب عن الكتابة.. أريدُ أن أكتب عن أنني أحلم بأنني أكتب.. أريدُ أن أكتب فأضيف حقائق أخرى إلى الحقائق الخمس عشرة عن قلب الكاتب، أريد أن أعتزل الحياة مع أوراقي، وفقط. العُزلة في برج عاجي لن تكون سيئة جداً إن رافقتك فيها أقلام وأوراق وكتبت فقط عن المشهد الذي تراه من النافذة..

 

"هو الحُبّ"، لكنّي لن أسلم بالحشا.. إنما فقط طرقتُ الباب إلى الذوبان في عشق الكتابة. أخبرني شخص ما أنه يكتب كما يتنفّس، الحقيقة أنني كذبتُ على نفسي وظننتُ أنني أفعل، غير أنني والكتابة كحبيبين يبخلان على بعض بمرأى أحدهما الآخر.

 

"فمن لم يَمُت في حُبّه لم يَعِش بِه".. الحقيقة أنني فقط أريد أن أحترق في دفء اللقاء بين سنّ القلم وسطور الورق.. أريدُ أن أكتب، وأن أكتب عن الكتابة حتى يمتلئ الأفق ولا أبقى وفّيت رغبتي حقّها.

 

"فما اختاره مُضْنَىً به وله عَقْل".. وهل هناك من عاقل يضيّع وقت نومه في مجرّد الكتابة عن الكتابة على صوت ابن عربي؟

 

"أذكر أنني وقعتُ في الحُبّ بجنون، وأنا أتذكّر ذلك.. (كيف لي أن أنسى؟)، الندم إبرة في عنقي تملأني سُمّاً ببطء، ينتشر إلى صدري.."

أهي الكتابة، أم هو مجرّد ظِلّ عابر "لها"؟ الحقيقة أن الكتابة خير وأبقى من ذلك الظِل.. فلألزم إذاً.

 

محمد الوكيل

A.M.Revolution

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق